معرض فني بلندن يسحب مزهرية يونانية قديمة بعد شبهات بنهبها من إيطاليا

سحب معرض Kallos في منطقة مايفير بلندن مزهرية يونانية قديمة من البيع، بعد ظهور أدلة تربطها بأحد أشهر مهربي الآثار. وجاء هذا الإجراء عقب تواصل صحيفة الأوبزرفر مع المعرض بشأن مخاوف أثارها خبير في تجارة الآثار غير المشروعة.
المزهرية، التي تعود إلى نحو عام 550 قبل الميلاد، من نوع “الأمفورا” وهي مزينة برموز أسطورية كأبي الهول والكبش والأسد. وقد نُسبت إلى فنان يُعرف بلقب “رسام فينيوس”، نسبةً إلى تصويره أسطورة الملك فينيوس على إحدى الأواني.
عالم الآثار الدكتور خريستوس تسيرويانيس، الخبير في تهريب الآثار، ربط القطعة بصورة بولارويد ضمن أرشيف صادر عن المهرب الإيطالي المدان جاكومو ميديتشي. وتظهر الصورة المزهرية نفسها بين ممتلكات ميديتشي، وقد نشرتها الشرطة الإيطالية (الكارابينييري).

وتعود ملكية المعرض إلى البارون لورن تايسن-بورنيميسزا، نجل البارون السويسري الراحل هانز هاينريش تايسن بورنيميسزا، أحد أبرز جامعي الفنون في القرن العشرين.
ويُقدر سعر المزهرية بحوالي 50 ألف جنيه إسترليني. وقد أُبلغت الشرطة الهولندية بالقضية بعد عرض القطعة في معرض تيفاف ماستريخت، أحد أهم معارض الفن والآثار في العالم.
أثار تسيرويانيس الشكوك حول مصدر القطعة بسبب محدودية تاريخ اقتنائها المعروف، والذي لا يتعدى عام 1986، بالإضافة إلى ارتباطها السابق بمعرض يملكه تاجر أُدين سابقاً بتلقي قطع أثرية مسروقة.
خلال 19 عامًا، ساهم تسيرويانيس في كشف أكثر من 1,700 قطعة منهوبة أُعيدت إلى 15 دولة، كما كان له دور في قضايا بارزة مثل منع مزاد أقامته “سوذبيز” في نيويورك لبيع تمثال برونزي يوناني، وكذلك سحب مزهريات من مزاد “كريستيز” العام الماضي.

وانتقد تسيرويانيس مرارًا ما اعتبره تقاعسًا من دور المزادات والمعارض في إجراء تحريات كافية حول مصدر القطع المعروضة، داعياً إلى مزيد من الشفافية والتعاون مع السلطات اليونانية والإيطالية.
من جهتها، صرّحت مديرة معرض Kallos، مادلين بيريغ، بأن المعرض يلتزم بإجراء تحريات دقيقة ويعرض كل المعلومات المتوفرة عن تاريخ المقتنيات. وأكدت: “أزلنا العمل فورًا من البيع، ونتعاون مع الجهات المعنية لإيجاد حلول عملية لهذه القضايا المعقدة.”