عربي وعالمي

الجارديان: فيديوهات إبستين تُلاحق ترامب.. مؤيدوه ينقلبون عليه ويتهمونه بالخيانة!

أنصار "اجعلوا أمريكا عظيمة" يهاجمون ترامب بعد فشله في كشف حقيقة ملف إبستين.. واليمين الأمريكي في أزمة غير مسبوقة

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واحدة من أخطر الأزمات السياسية في تاريخه، لا بسبب هجوم من خصومه الديمقراطيين أو الإعلام الليبرالي، بل نتيجة ثورة من داخل قاعدته الصلبة المعروفة باسم “ماجا” (اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا).

السبب؟ شعور متزايد بالخيانة بعد فشله في الوفاء بوعده بكشف أسرار قضية جيفري إبستين، الممول المدان بالاتجار الجنسي بالقاصرات. والذي ارتبط بعلاقات غامضة مع نخبة السياسة والمال في العالم، بما في ذلك ترامب نفسه.

 

أصبح اليمين الأمريكي الذي طالما اتكأ على نظريات المؤامرة لتبرير مواقفه وسلوكياته يجد نفسه هذه المرة أمام مشهد مختلف: البطل الذي روّج لخطاب “تفكيك الدولة العميقة” يبدو وكأنه أصبح جزءًا منها.

وكانت ردود الفعل الغاضبة من الشخصيات الإعلامية اليمينية، وانقسام بين مسؤولي إدارته، والتساؤلات داخل الحزب الجمهوري، كلها تشير إلى أن “شبح إبستين” لم يعد مجرد قصة هامشية، بل تحوّل إلى أزمة وجودية تهدد سردية ترامب السياسية بالكامل.. وتوضح جريدة الجارديان جميع جوانب هذه الأزمة.

 

تمرد قاعدة ترامب: من التمجيد إلى الغضب

 

تعرضت برامج الراديو المحافظة خلال الأسبوع الماضي لسيل من المكالمات الغاضبة. من مؤيدي ترامب الذين عبّروا عن شعورهم بالخيانة. أصوات اعتادت مهاجمة الديمقراطيين والمهاجرين والليبراليين، باتت اليوم تصوّب سهامها نحو ترامب نفسه.

وكان السبب المباشر لهذا التحول هو إعلان وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن ملفات إبستين لا تتضمن “قائمة عملاء” ولا أدلة على ابتزازه شخصيات نافذة، وهو ما يناقض رواية ترامب السابقة.

 

الإبستينية: المؤامرة التي أطاحت بسيد المؤامرات

 

لطالما كانت قضية إبستين محورية في خيال اليمين الأمريكي. هي النموذج الأمثل لنظرية “الدولة العميقة” التي تسترت – حسب زعمهم – على شبكة من السياسيين الأشرار والمتحرشين بالأطفال.

وعندما وعد ترامب بكشف الحقيقة، بدا كأنه البطل المنتظر. لكنه لم يفِ بوعده. وبدلاً من ذلك، قدّم تبريرات متضاربة، وملفات لا تتضمن جديدًا، وأخيرًا تبنّى خطابًا ينكر أهمية القضية برمتها.

 

محاولات الالتفاف: مناورة فاشلة من ترامب

 

لم ينجح ترامب في إخماد الغضب رغم محاولاته المتعددة. نشر فيديو طويل زُعم أنه يوثق عدم وجود تدخل في وفاة إبستين، لكن الفيديو كان ناقصًا بدقيقة واحدة، ما زاد الشكوك بدل أن يبددها.

وفي منشورات على منصته “تروث سوشيال”، حاول التخفيف من أهمية القضية واصفًا إياها بـ”الأكاذيب المملة”، بل وصل به الأمر إلى اتهام مؤيديه أنفسهم بـ”الضعف” والانخداع بمؤامرة من “اليسار المتطرف”.

 

انقسام داخلي: تصدعات في جدار ماجا

 

تسببت الأزمة في خلافات داخل فريق ترامب نفسه. نشب صراع بين النائب العام بام بوندي ونائب مدير الـFBI دان بونجينو. بينما هاجم معلقون يمينيون مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون تعامل الإدارة مع القضية، ووصفوا ما يحدث بالتعتيم المتعمد. وحتى بعض النواب الجمهوريين انضموا للدعوات المطالبة بنشر كل الملفات.

 

رد فعل الديمقراطيين: فرصة نادرة أم تضيع كالمعتاد؟

 

رغم أن القضية تمثل فرصة سياسية ذهبية للديمقراطيين، فإن كثيرين يرون أنهم لم يستغلوها بعد كما يجب. بينما دعا بعض النواب مثل رو خانا إلى حملة وطنية تطالب بكشف الملفات بالكامل.

رأى استراتيجيون جمهوريون سابقون مثل ستيف شميدت أن أداء الديمقراطيين ما زال باهتًا، معتبرين أن “اللحظة السياسية المثالية لضرب ترامب تمر دون أن يستغلها أحد”.

 

استطلاعات الرأي: الشك يزداد

 

أظهرت استطلاعات حديثة أن 69% من الأمريكيين يعتقدون أن الحكومة تخفي معلومات عن عملاء إبستين.

هذه النسبة المرتفعة تعكس حجم انعدام الثقة المتزايد في المؤسسات، وهي أرض خصبة لانفجار سياسي، خاصة إذا ترافق مع انقسام داخل القاعدة الجمهورية نفسها.

الانعكاسات على الانتخابات: خطر عزوف “الترامبيين”

 

يحذر مراقبون من أن شعور الخيانة هذا قد يدفع قطاعًا من قاعدة ترامب إلى الامتناع عن التصويت في الانتخابات المقبلة.

فالكثير من مؤيديه ليسوا جمهوريين تقليديين بل مرتبطون بشخصه تحديدًا.

وإذا انقلب المزاج ضده، فإن الجمهوريين قد يدفعون الثمن في الانتخابات النصفية وحتى في الرئاسة.

 

مفارقة مؤلمة: ترامب ضحية مؤامراته

 

يقول تشارلي سايكس، مؤلف كتاب “كيف فقد اليمين عقله”، إن ترامب أصبح “يُفترس من الوحش الذي صنعه بنفسه”.

فبعد سنوات من ترويج نظريات المؤامرة واستغلالها لتدمير خصومه، ها هو يجد نفسه عاجزًا عن إقناع قاعدته بأن هذه المؤامرة بالذات “غير حقيقية”

. لقد ساعدهم على تعلّم الشك، والآن يدفع ثمن ما علّمهم إياه.

 

خاتمة

 

قضية إبستين كانت دائمًا أكثر من مجرد فضيحة جنسية؛ إنها اختبار لمصداقية من يدّعون محاربة النخب الفاسدة. والآن.

فعندما يُشتبه بأن ترامب نفسه جزء من تلك النخبة، تنهار واحدة من أكبر الخرافات السياسية في أمريكا الحديثة.

ربما يكون ترامب قد نجا من هجمات خصومه، لكن من الصعب النجاة عندما ينقلب عليك أنصارك.

 

اقرأ ايضا

رقص هاندا أرتشيل، حضور السيدة الأولى، وكواليس الفخامة… لقطات من زفاف نجل إيلي صعب تهزّ السوشيال ميديا

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى