عربي وعالمي

سد النهضة يكتمل رسميًا… ومصر: المشروع أصبح ورقة ضغط سياسي

"القاهرة ترفض الأمر الواقع.. والخرطوم تذكّر برفض قديم.. وترامب يفتح النار على التمويل الأمريكي للسد"

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صباح الخميس 3 يوليو، الانتهاء الكامل من بناء سد النهضة على النيل الأزرق، مؤكدًا أن “المشروع القومي”، كما وصفه، وصل إلى نسبة إنجاز 100%. وفي خطاب متلفز أمام البرلمان، قال آبي إن السد “أصبح حقيقة واقعة”، ودعا رسميًا كلًا من مصر والسودان لحضور مراسم الاحتفال بالتدشين.

 

ابي احمد رئيس وزراء اثيوبيا
ابي احمد رئيس وزراء اثيوبيا

والجدير بالذكر ان الاحتفال الذي وصفته إثيوبيا بـ”يوم الفخر”، لم يمر مرور الكرام في القاهرة، التي بادرت سريعًا بإعلان موقفها الرسمي، مؤكدة أن المفاوضات بشأن السد “وصلت إلى طريق مسدود”، وأن إثيوبيا “تصر على فرض الأمر الواقع”، وأن مصر “تحتفظ بحق الرد بكل الوسائل الممكنة لحماية أمنها المائي”.

تحذيرات مصرية: من مشروع إنمائي إلى تهديد وجودي

وزارة الخارجية المصرية اعتبرت السد “تحوّل من مشروع إنمائي إلى أداة ضغط سياسي على مصر”، متهمة إثيوبيا بالتعنت خلال السنوات الماضية، ورفض التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل.

بدر عبد العاطي -وزير الخارجية المصري
بدر عبد العاطي -وزير الخارجية المصري

من جانبه، أكد وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، أن مشروع السد لم يعد فنيًا فقط، بل يستخدم كورقة ضغط ضد مصر. وأوضح أن آخر جولة مفاوضات تمت في ديسمبر 2023 بعد زيارة آبي أحمد للقاهرة، لكنها توقفت بسبب تعنت الجانب الإثيوبي، وعدم استجابته لمطالب تتعلق بالأمان المائي وتبادل المعلومات.

هاني سويلم _وزير الموارد المائية المصري خلال لقاءات رسمية يعبر عن الموقف المصري
هاني سويلم _وزير الموارد المائية المصري خلال لقاءات رسمية يعبر عن الموقف المصري

كما أشار سويلم إلى وجود شروخ تم اكتشافها في السد المساعد، وأن القاهرة طالبت مرارًا بخطة أمان واضحة لتفادي أي سيناريو كارثي قد يهدد أكثر من 150 مليون مواطن في مصر والسودان.

 

وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحفي يؤكد بان السودان ضد الملئ الاحادي
وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحفي يؤكد بان السودان ضد الملئ الاحادي

السودان: الرفض قديم وإنْ غاب التصريح الجديد

ورغم عدم صدور موقف سوداني جديد بعد إعلان إثيوبيا، فإن السودان كان من أوائل الدول التي رفضت الملء والتشغيل الأحادي. وأكد وزراء سابقون، أبرزهم وزير الري السوداني الأسبق ياسر عباس، أن تشغيل السد دون تنسيق قد يعرض سد الروصيرص والخرطوم لخطر فيضانات مفاجئة أو نقص مياه حاد. وكان الموقف السوداني واضحًا منذ بداية الأزمة: لا مانع من التنمية بشرط اتفاق ملزم وشامل يراعي مصالح الدول الثلاث.

 

صورة رئيس الولايات المتحدة الامريكية الحالي دونالد ترمب
صورة رئيس الولايات المتحدة الامريكية الحالي دونالد ترمب

ترامب: الإدارة السابقة أخطأت في تمويل المشروع

في تصريحات أعادت تسليط الضوء على خلفيات الدعم الدولي للمشروع، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن الإدارة الأمريكية السابقة ارتكبت خطأ حين سمحت بتمويل سد النهضة من خلال مؤسسات دولية دون ضمان حماية الحقوق المصرية.

وأشار ترامب إلى أن تمويل السد تم دون ربط ذلك باتفاق قانوني ثلاثي، مؤكدًا أن أمن مصر المائي “لا يمكن التفريط فيه”.

التقاطع بين تصريحات ترامب وتحذيرات وزير الري المصري أثار تساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية في القاهرة حول حقيقة الموقف الدولي: هل كان التمويل مجرد خطأ بريء؟ أم خطوة سياسية محسوبة ضد مصالح مصر والسودان؟

تفاعل شعبي: قلق وغضب على مواقع التواصل

على منصات التواصل الاجتماعي، تصدّر هاشتاج “سد النهضة” و”النيل خط أحمر” تعليقات المصريين، بين من دعا للصبر والحكمة، ومن عبّر عن غضب شديد تجاه “فرض الواقع” من الجانب الإثيوبي.

كتب أحد المستخدمين:

“اثيوبيا بتحتفل وإحنا في أزمة وجود… السد ده مش مشروع، ده رسالة سياسية عدائية.”
وقال آخر:
“ما حدث لا يبشر بالخير، ومصر قالت بوضوح إنها تحتفظ بحق الرد.”

 

خلفية الأزمة: 13 عامًا من التعثر

بدأت إثيوبيا بناء سد النهضة في 2011 بتكلفة تجاوزت 5 مليارات دولار، وكان من المفترض أن يكون مشروعًا لتوليد الكهرباء، لكن مسار المفاوضات مع مصر والسودان شهد توترًا دائمًا.
ورغم وساطات أفريقية ودولية عديدة، لم يُوقّع حتى الآن اتفاق نهائي شامل وملزم بين الدول الثلاث، وهو ما تعتبره مصر تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

 

الموقف الحالي يمكن وصفه بانه “موقف سياسي على الهاويه ” ”  والموقف حالياً على المَحكّ “مشروع اكتمل فنيًا لكنه فشل سياسيًا في إقناع جيرانه. ومصر ترفض الواقع المفروض وتتمسك بحق الرد , والسودان حذر سابقًا ويترقّب رسميًا ,والمجتمع الدولي متهم بـ”التمويل دون مسؤولية”,  اما النيل فما زال يجري في قلب الأزمة.

 

اقرا ايضا: علاء عبدالعال يطالب بضم النيجيري فيفور أكيم لتدعيم هجوم غزل المحلة

اقرا ايضا: تصريحات رسمية عن تراجع الأسعار.. وواقع يومي يكشف عكس ذلك

رجاء رضا

رجاء رضا بكالوريوس إعلام – جامعة القاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى