رشا السلاب : مصر على طريق التحول إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات ( خاص)
التكنولوجيا تقود المستقبل

قالت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، المحللة و الخبيرة الاقتصادية، إنه في ظل موقعها الجغرافي الفريد الذي يتوسط قارات العالم، تُواصل مصر خطواتها الحثيثة نحو التحول إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، مستفيدة من مشروعات كبرى في تطوير البنية التحتية للموانئ وربطها بوسائل النقل المتنوعة، إضافة إلى إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل، لتواكب المتغيرات العالمية في سلاسل الإمداد.
الموقع الاستراتيجي وقناة السويس.. بوابة العبور العالمية
وأكدت « السلاب» في تصريحات خاصة لـ ” العالم في دقائق” أن قناة السويس تمثل شريانًا رئيسيًا في التجارة الدولية، إذ تمر بها نحو 12% من حركة التجارة العالمية، وقد أدركت الدولة المصرية أن هذا الامتياز الطبيعي لا بد أن يُستثمر في خلق قيمة مضافة، من خلال تحويل الموانئ والمناطق المحيطة إلى مراكز خدمية ولوجستية متكاملة، تقدم خدمات الشحن والتفريغ، والتخزين، والصيانة، والتوزيع للأسواق الإقليمية والدولية.
عوائد اقتصادية واستراتيجية
وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تسهم في تعزيز الإيرادات الدولارية لمصر دون الحاجة إلى تصدير سلع خام، كما تتيح خلق فرص استثمارية ضخمة في مجالات النقل والتخزين والتكنولوجيا، وتدعم سوق العمل بتوفير آلاف الوظائف الجديدة، فضلًا عن ذلك، فإنها ترفع من ترتيب مصر في مؤشرات التنافسية الدولية، خاصة في مجال كفاءة الخدمات اللوجستية وسرعة أداء الموانئ.
تحديات لا يمكن تجاهلها
وتابعت، أنه رغم هذا الطموح، لا تزال هناك عدة تحديات تواجه التنفيذ الكامل لهذه الرؤية، أبرزها:
البنية التحتية غير المتكاملة بين الموانئ ووسائل النقل البرية والنهرية والسكك الحديدية.
التعقيدات الإدارية والجمركية التي قد تُبطئ من حركة البضائع وتُقلل من التنافسية.
المنافسة الإقليمية من مراكز لوجستية ناشئة في المنطقة، مثل جبل علي في الإمارات، وموانئ تركيا.
الحاجة إلى تطوير التشريعات وتوفير بيئة استثمارية أكثر جذبًا لمشغلي الخدمات العالمية.
أقرا أيضا
كيف أثبتت قناة السويس كقائتها في ظل الصراع الإسرائيلي الإيراني؟ خاص
الذكاء الاصطناعي يدخل الموانئ المصرية
وفي ختام الحديث، أشارت أنه في مواجهة هذه التحديات، بدأت الدولة المصرية بالفعل في دمج التكنولوجيا الحديثة ضمن الموانئ، وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تلعب دورًا محوريًا في رفع الكفاءة وتسريع دورة العمل، فعلى سبيل المثال، في ميناء السخنة الذي يُدار بالشراكة مع موانئ دبي العالمية، تم إدخال أنظمة ذكية لتحليل حركة الشحنات وتوقّع أوقات الذروة وتقليل التكدسات، مما ساهم في خفض زمن بقاء الحاويات بنسبة ملحوظة.
وتشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع اللوجستيات:
أنظمة تتبع ذكية للبضائع في الوقت الحقيقي
تحليلات البيانات الضخمة لتخطيط حركة النقل
أتمتة عمليات الشحن والتفريغ والفحص الجمركي
روبوتات وطائرات بدون طيار لمراقبة المخازن والمواقع اللوجستية
تقنيات تنبؤية لتقليل الهدر وتحسين اتخاذ القرار
نحو مستقبل لوجستي ذكي
وتؤكد أن التجربة المصرية في التحول الرقمي في الموانئ لم يعد خيارًا، بل ضرورة لتعزيز التنافسية، وتستهدف الحكومة ربط المناطق الصناعية بالموانئ من خلال شبكة سكك حديدية حديثة، وتطوير الموانئ النهرية، بما يُكمل سلسلة النقل المتكاملة ويوفر بدائل أكثر استدامة وأقل تكلفة.
أقرا المزيد