موسكو تستدعي القائم بالأعمال الإيطالي احتجاجًا على الحملة الإعلامية المعادية لروسيا
خلفية سياسية متصاعد: العداء لروسيا لا يخدم مصالح الشعب الإيطالي

في تطور جديد يعكس توتر العلاقات بين موسكو وروما، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها استدعت القائم بالأعمال الإيطالي في موسكو، سيفيرا كاريني، بتاريخ 5 أغسطس 2025، لتقديم احتجاج رسمي على ما وصفته بـ”الحملة الإعلامية المنهجية والمعادية لروسيا” التي تشنها وسائل الإعلام الإيطالية، بالإضافة إلى ما اعتبرته “ردود فعل غير متناسبة” من الحكومة الإيطالية تجاه مواقف روسيا السياسية الأخيرة.
اتهامات مباشرة للإعلام الإيطالي بتأجيج الأزمة
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ترى أن وسائل الإعلام الإيطالية السائدة تنتهج “نشاطًا معاديًا لروسيا بشكل منهجي”، مشيرة إلى أن هذه الوسائل تنشر “تحريفات متعمدة ومعلومات غير دقيقة” على لسان مراسليها من موسكو، مدعومة بما وصفته بـ”التحريض الروسوفوبي” الذي يحظى بتأييد صريح من الدوائر الحاكمة في إيطاليا. وأضاف البيان أن هذه الممارسات لا تسهم إلا في “تعميق الأزمة الراهنة في العلاقات الروسية-الإيطالية”، التي تشهد تصعيدًا منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
إلغاء عرض جيرغيف كمؤشر على تدهور العلاقات الثقافية
وسلطت الخارجية الروسية الضوء على إلغاء عرض الموسيقار الروسي الشهير فاليري غيرغيف في مهرجان “صيف الملك” الموسيقي في مدينة كازيرتا الإيطالية، معتبرةً أن هذا القرار يعكس مناخ التوتر و”العداء المتزايد” تجاه الثقافة الروسية، ضمن ما وصفته بأجواء مسيّسة تخنق التعاون الثقافي بين البلدين.
رسالة موسكو: العداء لروسيا لا يخدم مصالح الشعب الإيطالي
واختتم البيان الروسي بتوجيه رسالة مباشرة إلى الجانب الإيطالي، مؤكدًا أن تصوير روسيا كعدو “لا يخدم بأي شكل المصالح الجوهرية للشعب الإيطالي”، ولا يعكس “علاقات الصداقة المتجذرة والمشاعر المتبادلة بين الشعبين الروسي والإيطالي”، في إشارة إلى التاريخ الطويل من التعاون والتبادل الثقافي والدبلوماسي بين البلدين.
خلفية سياسية وخلافات متصاعدة
تأتي هذه الخطوة الدبلوماسية الروسية في سياق خلافات متصاعدة مع عدد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا، التي أبدت خلال الأشهر الأخيرة مواقف متشددة تجاه موسكو، خصوصًا في أعقاب تصريحات “مستفزة” من مسؤولين إيطاليين ضد الحكومة الروسية، بحسب وصف البيان.
في المقابل، لم يصدر بعد رد رسمي من وزارة الخارجية الإيطالية على بيان موسكو، لكن من المتوقع أن يزيد هذا الاستدعاء من حدة التوتر بين الطرفين، في ظل استمرار التباين في المواقف تجاه الحرب في أوكرانيا، والتداخلات المتنامية بين الإعلام والسياسة في العلاقات الدولية الراهنة.