حوادث وقضايا

لجنه الإفراج المشروط ترفض إطلاق سراح اريك مينينديز: ما بين الجريمه والجدل المستمر

أعلنت لجنة الإفراج المشروط في كاليفورنيا، يوم الخميس 21 أغسطس 2025، رفضها طلب الإفراج عن إريك مينينديز، بعد جلسة مطولة استمرت يومًا كاملًا، ما يعني أنه سيظل خلف القضبان لثلاث سنوات إضافية على الأقل قبل أن يتمكن من التقدم بطلب جديد. القرار يأتي بعد مرور ما يقرب من 30 عامًا على الحكم بالسجن المؤبد على الأخوين إريك ولايل مينينديز، اللذين أدينا بقتل والديهما خوسيه وكيتى مينينديز في قصر العائلة بمدينة بيفرلي هيلز عام 1989.

الجريمة التي هزت أمريكا

في ليلة من ليالي أغسطس 1989، استخدم الأخوان بندقيتين لقتل والديهما في جريمة وحشية داخل منزلهما الفخم. وقتها كان إريك يبلغ 18 عامًا ولايل 21 عامًا.

الادعاء العام بنى قضيته على أن الدافع وراء الجريمة هو الاستحواذ على ثروة العائلة المقدرة بملايين الدولارات، بينما دافعت فرق الدفاع بأن الأخوين كانا ضحيتين لسنوات من الاعتداء الجنسي والنفسي من قبل والدهما، وأن القتل جاء بدافع “الخوف من الموت”.

ورغم الانقسام الحاد بين الرأيين، انتهت المحاكمات عام 1996 بإدانة الأخوين والحكم عليهما بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط، قبل أن يُعاد النظر في العقوبة عام 2024 ويُخفض الحكم إلى “50 عامًا إلى مؤبد”، ما فتح أمامهما باب طلب الإفراج المشروط لأول مرة.

جلسة الاستجواب: بين الماضي والحاضر

خلال الجلسة، بدا إريك مينينديز شائب الشعر، يرتدي نظارة، وملابس السجن الزرقاء، وتحدث بإسهاب عن طفولته، علاقته بوالديه، وقراراته بعد دخوله السجن.

قال أمام اللجنة:

“لم أُربَّ على أساس أخلاقي. تربيت على الكذب والخداع والسرقة بشكل مجرد.”

اعترف بأنه ارتكب انتهاكات عديدة داخل السجن، مثل حيازة هواتف محمولة، شراء مخدرات، والمشاركة في عمليات احتيال ضريبي، مبررًا ذلك بقوله:

“طالما لم يكن هناك أمل في الخروج، لم يكن هناك معنى للالتزام بالقواعد. كان هدفي البقاء على قيد الحياة.”

غير أن نقطة التحول – بحسب محامي الدفاع هايدي رومل – جاءت في عام 2013، حين “اكتشف إريك إيمانه، دخل في sobriety، وأصبح ملتزمًا بمسار إصلاحي أكثر جدية”.

أسباب الرفض: السلوك داخل السجن

المفوض روبرت بارتون أوضح أن السبب الأساسي للرفض لم يكن الجريمة ذاتها، بل سجل إريك في السجن:

“يمكن أن يغفر لك الآخرون ويحبونك، لكنك لا تزال غير مؤهل للإفراج المشروط.”

المخالفات الكثيرة، خاصة المتعلقة بالهواتف، شكلت عائقًا رئيسيًا أمام اقتناع اللجنة بأنه “رجل تغير بالكامل”.

العائلة: بين الغفران والمعارضة

المثير أن جلسة الاستماع شهدت تدخلًا عاطفيًا لعدد من أقارب العائلة، بعضهم أكد مسامحته لإريك ورغبته في استقباله حال الإفراج عنه. عمته تيريسيتا مينينديز بارالت، المصابة بسرطان في مرحلته الرابعة، قالت إنها غفرت له بالكامل، وتتمنى استضافته في منزلها في أيامها الأخيرة.

على الجانب الآخر، عبّر مكتب الادعاء في لوس أنجلوس، ممثلًا بالمدعي ناثان هوشمان، عن معارضته الشديدة للإفراج عنهما، مشبهًا الأخوين بـ”سرحان سرحان”، قاتل روبرت كينيدي، الذي رُفضت طلباته للإفراج بسبب “ضعف بصيرته”.

السياق القانوني الجديد

التحول الأبرز في مسار القضية حدث في مايو 2024 حين قررت محكمة في لوس أنجلوس تخفيف الحكم استنادًا إلى تشريعات فيدرالية حديثة تراعي عمر الجناة وقت ارتكاب الجريمة، معتبرة أن من هم دون 26 عامًا لا يجب أن يُحرموا نهائيًا من فرصة إعادة التأهيل.

هذا القرار منح الأخوين أول فرصة حقيقية منذ ثلاثة عقود لمحاولة استعادة حريتهما، وجعل جلسات الإفراج المشروط الحالية محط أنظار الإعلام والجمهور.

الرأي العام: افتتان لا ينتهي

منذ البداية، استحوذت قضية مينينديز على اهتمام الرأي العام الأمريكي والعالمي. عوامل عدة جعلتها قضية ثقافة شعبية:

الجريمة وقعت في قصر فخم في بيفرلي هيلز.

المتهمان شابان وسيمان من عائلة ثرية.

التفاصيل المروعة والادعاءات بالاعتداء الجنسي العائلي.

محاكمات مطولة تحولت إلى دراما تلفزيونية.

في السنوات الأخيرة، ساهمت أعمال وثائقية ومسلسلات درامية (مثل Law & Order وMenendez: Blood Brothers) في إعادة إحياء الاهتمام بالقضية، مما جعل جلسات الإفراج المشروط حدثًا إعلاميًا يتابعه الملايين.

ما بعد القرار: هل يختلف مصير لايل؟

بينما رُفض طلب إريك، ينتظر شقيقه لايل مينينديز جلسة استماع منفصلة أمام لجنة الإفراج المشروط. ورغم أن كلاهما شريك في الجريمة، إلا أن اللجنة قد تنظر إلى سلوك كل منهما بشكل مستقل، وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال اختلاف النتائج.

خلاصة

قرار لجنة الإفراج المشروط برفض طلب إريك مينينديز يسلط الضوء على التوازن الدقيق بين العدالة، المساءلة، وإمكانية الإصلاح. فبينما يرى أنصاره أنه تغيّر وأصبح أكثر نضجًا وإيمانًا، تصر السلطات على أن انتهاكاته المستمرة وراء القضبان تثبت أنه لم يصل بعد إلى مستوى الإصلاح المطلوب.

تبقى القصة – بعد 36 عامًا من وقوع الجريمة – حاضرة بقوة في الذاكرة الأمريكية، ليس فقط كقضية جنائية، بل كمرآة تعكس صراعًا اجتماعيًا وثقافيًا حول الأسرة، السلطة الأبوية، العنف، وإمكانية الغفران.

اقرا ايضا

هجوم اليوم صفر: دراما تلفزيونيه تضع تايوان أمام كابوس الغزو الصيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى