عربي وعالمي

نزوح جماعي من شرق غزة وسط تهديدات إسرائيلية باجتياح شامل

بدأت مئات العائلات الفلسطينية في النزوح من الأحياء الشرقية لمدينة غزة باتجاه المناطق الساحلية القريبة من البحر، في مشهد متكرر يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة، وذلك وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متسارع تزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي استعداده لعملية برية تهدف إلى السيطرة على كامل المدينة.

القصف والتوغلات يدفعان السكان للهروب غربًا

وجاءت موجات النزوح الجديدة بعد قصف إسرائيلي مكثف استهدف أحياء شرق المدينة، خاصة حي الشجاعية والتفاح والزيتون، أعقبه توغل محدود للدبابات والآليات العسكرية، ما دفع السكان إلى مغادرة منازلهم على عجل، في ظروف إنسانية شديدة الصعوبة، حاملين ما تمكنوا من جمعه من متعلقات شخصية.

وبحسب شهود عيان، شوهدت عائلات بأكملها تسير على الأقدام، وبعضهم يستقل عربات صغيرة أو دراجات نارية، متوجهين نحو مناطق أقل استهدافًا مثل الكورنيش والوسطى، وسط نقص حاد في المساعدات والمأوى.

الجيش الإسرائيلي يهدد باجتياح مدينة غزة

في سياق متصل، صعّد الجيش الإسرائيلي لهجته، مُعلنًا أن اجتياح مدينة غزة بات “مسألة وقت”، وذلك ضمن ما وصفه بـ”المرحلة الحاسمة من الحرب”، في ظل استمرار العمليات العسكرية منذ عدة أشهر.

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العملية المقبلة ستستهدف “البنية التحتية للمقاومة”، وستسعى إلى “تفكيك قدرة حركة حماس على السيطرة العسكرية والإدارية في القطاع”.

كما أشار المتحدث باسم الجيش إلى أن إسرائيل تتوقع أن تؤدي العملية المحتملة إلى نزوح ما يصل إلى مليون فلسطيني نحو مناطق جنوب القطاع، خاصة مدينة خان يونس ورفح، وهو ما يثير مخاوف المنظمات الإنسانية من كارثة إنسانية وشيكة.

رد إسرائيلي على استعداد حماس لصفقة شاملة

وفي أول رد رسمي على إعلان حركة حماس عن استعدادها للتوصل إلى صفقة شاملة تشمل تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العرض المقدم، واعتبره “مجرد محاولة جديدة من الحركة لكسب الوقت وتخفيف الضغط العسكري”.

وشدد البيان الصادر عن مكتب نتنياهو على أن الحرب لن تنتهي إلا بشروط إسرائيل، والتي تتضمن:

إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة

نزع سلاح حركة حماس والفصائل الأخرى

فرض السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة

إقامة إدارة مدنية بديلة تدير شؤون القطاع

الوضع الإنساني يزداد تدهورًا

في ظل هذا التصعيد، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تشير تقارير منظمات الإغاثة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والأدوية، إضافة إلى تكدس النازحين في مدارس ومرافق عامة غير مهيأة للإيواء.

وأكدت جهات دولية أن “أي اجتياح جديد للمدينة دون خطة إنسانية مرافقة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق”.

اقرأ أيضاً:

الصين تُلزم المنصات بوضع علامات على المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى