خاص| رشا السلاب توضح الفروق الرئيسية بين النقل البري والبحري ما بين الأهمية والتحديات

أهمية الربط البحري والربط البري تكمن في تعزيز حركة التجارة وتسهيل نقل البضائع والركاب بين الدول والمناطق المختلفة. الربط البحري يسهم في تسهيل التبادل التجاري الدولي عبر الموانئ، مما يخفض تكاليف النقل ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول. أما الربط البري، فهو يلعب دوراً هاماً في الربط الداخلي والإقليمي من خلال الشبكات الطرقية والسكك الحديدية، مما يعزز من كفاءة التنقل ويزيد فرص تنمية المناطق النائية. كلا النوعين يساهمان في تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي، ويوفران بنية تحتية أساسية لدعم النمو المستدام.
أهمية التكامل بين الربط البحري والربط البري
وفي هذا السياق، تناولت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، الخبيرة والمحللة الاقتصادية، مع موقع ” العالم في دقائق” عن أهمية التكامل بين الربط البحري والربط البري (طرق أو سكك حديدية)، مشيرة إلى أن لكل نوع منهما مزايا وتحديات اقتصادية، موضحا أن النقل البحري يمتاز بالتكلفة المنخفضة والقدرة الاستيعابية العالية لنقل البضائع لمسافات طويلة، خاصة الأحجام الكبيرة منها، في المقابل، يتميز النقل البري، وخصوصًا السكك الحديدية، بالسرعة، الموثوقية، والوصول إلى الوجهات النهائية داخل القارة (التوصيل الأخير)، لذلك تُعتبر الحلول متعددة الوسائط التي تجمع بين البحر والبر الخيار الأكثر فعالية من الناحية الاقتصادية، حيث تُتيح ربطًا تكامليًا بين النوعين.
في البداية، قدمت توضيحًا أساسيًا لطبيعة كل نوع؛ إذ يُعرف الربط البحري بنقل البضائع عبر السفن بين الموانئ باستخدام أدوات مثل الحاويات، ناقلات البضائع السائبة (Bulk)، وقوارب النقل المتدحرج (Ro-Ro)، أما الربط البري فيشمل الطرق البرية بواسطة الشاحنات والسكك الحديدية، التي تتيح النقل بين المدن وداخل القارات، ويعتمد نجاح كل نوع على توفر بنية تحتية مناسبة تشمل الموانئ، الطرق، خطوط السكك، المستودعات، ومسارات الربط.
مقارنة مخصصة لتحديد الفروق الرئيسية:
1) التكلفة لكل طن-ميل
النقل البحري يرتبط عادة بتكاليف أقل على المسافات الطويلة ومع الأحجام الكبيرة نظرًا لقدرته على نقل حمولات ضخمة تخفض التكلفة الوحدة، في المقابل، النقل البري يكون أكثر كلفة لكل طن-ميل مقارنة بالسفن، إلا أن السكك الحديدية تُعد أكثر كفاءة اقتصاديًا من الشاحنات للمسافات الطويلة داخل القارات.
2) السرعة وموثوقية التسليم
النقل البحري يعد أبطأ نسبيًا ويعاني في بعض الأحيان من تأخير بسبب ازدحام الموانئ أو عوامل الطقس، أما النقل البري، وبالأخص السكك الحديدية، فهو أسرع وأكثر انتظاماً، بينما الشاحنات توفر مرونة إضافية للتوصيل النهائي.
3) السعة والقدرة الاستيعابية
السفن تتميز بقدرتها على نقل كميات ضخمة من البضائع في رحلة واحدة، مما يجعلها الخيار الأمثل للسلع الثقيلة والكبيرة. على الجانب الآخر، النقل عبر السكك الحديدية يستوعب أحجامًا كبيرة أيضًا ولكنه يعتمد على وجود شبكة بنية تحتية فعالة.
4) الأثر البيئي
النقل البحري أقل إنتاجاً للانبعاثات مقارنة بالطائرات لكنه قد يتفوق في الأثر البيئي السلبي على بعض وسائل النقل البري بناءً على نوع الوقود المستخدم، من ناحية أخرى، النقل عبر السكك الحديدية أقل انبعاثاً للكربون بكثير مقارنة بالشاحنات، كما تشير الدراسات إلى معدلات خفض تصل إلى 76% بالنسبة للانبعاثات الناتجة عن السكك.
5) المرونة والتوصيل النهائي
الشاحنات توفر ميزة واضحة في التوصيل المباشر للوجهات النهائية سواء كانت مستودعات أو متاجر، دون الحاجة لعمليات تحميل وتفريغ متعددة. في المقابل، النقل البحري يتطلب دعمًا بريًا للوصول إلى العميل النهائي، حيث أن ضعف الربط البري حول الموانئ يزيد التكاليف ويتسبب في تأخير العملية.
6) المخاطر والجيوسياسية
النقل البحري عرضة للتحديات الجيوسياسية مثل اضطرابات قناة السويس أو البحر الأحمر التي تؤدي إلى تأخير الشحن وزيادة تكاليف الرحلات والتأمين، بينما النقل البري يواجه تحديات محلية تتعلق بالبنية التحتية أو السرقة لكنها تأثيراتها غالبًا إقليمية وليست عالمية.
التحديات الاقتصادية
النقل البحري:
– يتطلب بنية تحتية متطورة للموانئ للتعامل مع الازدحام وتعزيز الكفاءة.
– يتأثر بشكل مباشر بالمخاطر الجيوسياسية مثل هجمات بحرية وأزمات القنوات الحيوية.
– يواجه تقلبات أسعار الوقود وتأمين السفن العالمية.
– يعاني من ضعف الربط مع الممرات البرية مما يزيد من التكاليف نتيجة عمليات إعادة الشحن والتخزين.
النقل البري
1. تكلفة تشغيل الشاحنات وازدحام الطرق: ارتفاع أسعار الوقود، رسوم الطريق، وتأخير المرور.
2. نقص أو ضعف سكة حديدية فعّالة: في كثير من بلدان المنطقة، شبكات السكك محدودة أو غير متصلة جيداً بالموانئ.
3. التلوث والاتزان البيئي: الشاحنات تُعدّ مصدراً مهماً لانبعاثات الكربون والضوضاء.
4. تكاليف Last-mile وتعدد عمليات الشحن/التفريغ يزيد الكلفة والوقت.
أيهما «أفضل» — معايير عملية لاختيار الوسيلة
بضائع ثقيلة/حجم كبير + مسافة دولية طويلة + زمن تسليم مرن → بحري.
بضائع حساسة للوقت/سوق محلي/توصيل حتى باب العميل → بري (شاحنات/سكك).
حالة وسط (مناطق داخلية كبيرة، حمولة متكررة) → سكك حديدية إذا توفرت البنية التحتية؛ لأنها أقل كلفة وصدارة بيئية على المدى الطويل.
توصيات اقتصادية وسياساتية (لصانعي القرار والشركات اللوجستية)
1. الاستثمار في الربط متعدد الوسائط (intermodal hubs): موانئ متصلة بطرق وسكك فعّالة مع مساحات تخزينية ذكية لتقليل وقت الانتظار والتعامل.
2. تحسين البنية التحتية داخل الميناء وخارجه: أجهزة تفريغ/تحميل أسرع، رصيف كافٍ، ونظم حجز وقوف وتقليل الازدحام.
3. تنويع مسارات الشحن وخطط الطوارئ: لتقليل التعرض للأزمات (مثل تأثيرات تعطيل قناة السويس أو تهديدات في طرق بحرية).
4. تشجيع النقل بالسكك كبديل مستدام: دعم سياسات تحفيزية للاستثمار في السكك الكهربائية أو التقنيات منخفضة الانبعاثات.
5. تبسيط الإجراءات الجمركية والرقمية: رقمنة المستندات لتسريع عبور الشحنات وتقليل زمن البقاء بالموانئ.
6. دعم مشروعات «النقل البحري القصير» (short-sea shipping): استخدام طرق بحرية ساحلية لتخفيف الضغط عن الطرق البرية وتخفيض الانبعاثات.
أقرا أيضا
الدولار يتراجع أمام الجنيه واستقرار ملحوظ بالبنوك المصريه