عربي وعالمي

إسرائيل تتبنى الهجوم على قادة حماس في الدوحة وقطر ترد بغضب: انتهاك للسيادة أم حرب خارج الحدود؟

في خطوة اعتُبرت تصعيدًا غير مسبوق في مسار الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت من وصفتهم بـ”قادة الإرهاب”، في الدوحة عاصمة قطر، وذلك ضمن عملية مشتركة بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”.

تصريحات سموتريتش: “لا مكان آمن للإرهابيين”

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أكثر الشخصيات يمينية في الحكومة، علّق على العملية بقوله:

“الإرهابيون لن يكونوا في مأمن من قبضة إسرائيل الطويلة في أي مكان في العالم”.

هذه التصريحات عكست توجّهًا واضحًا في توسيع سياسة الاستهداف الإسرائيلي لتشمل ما وراء الحدود، في إطار ما تصفه تل أبيب بـ”ملاحقة قادة الإرهاب أينما وُجدوا”. ولم يوضح سموتريتش ما إذا كانت العملية تمت بموافقة أو علم أي أطراف دولية.

الموقف القطري: إدانة شديدة واستنكار للخرق السيادي

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا رسميًا أدانت فيه الهجوم الإسرائيلي بـ”أشد العبارات”، واصفةً إياه بأنه:

“عمل جبان، وانتهاك صارخ لسيادة الدولة القطرية”.

البيان أكد أن ما جرى هو “استهداف مباشر لمقرات سكنية يقيم فيها أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس”، وحذرت قطر من تداعيات هذا الانتهاك على أمن واستقرار المنطقة. كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومنع تكرار مثل هذه الخروقات.

دلالات سياسية وأمنية خطيرة

العملية – إن تأكدت تفاصيلها بشكل رسمي من مصادر متعددة – تعكس نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحماس، حيث يُعد تنفيذ هجوم داخل دولة ذات سيادة، لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، تطورًا خطيرًا. وتشير هذه الخطوة إلى توسع جغرافي في مسرح العمليات الإسرائيلية، بما قد يُحدث ارتدادات سياسية ودبلوماسية على مستوى الإقليم.

حماس تلتزم الصمت المؤقت

حتى لحظة إعداد هذا التدقيق، لم تُصدر حركة حماس بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي وقوع إصابات بين قياداتها في الدوحة، مما يُثير تساؤلات حول دقة المعلومات المتداولة، أو ربما يشير إلى محاولات لاحتواء الموقف قبل إصدار رد فعل علني.

القانون الدولي في الميزان

أي عملية عسكرية تنفَّذ داخل أراضي دولة ذات سيادة بدون إذن مسبق، تُعد – وفق القانون الدولي – انتهاكًا للسيادة الوطنية. وإذا ثبت أن إسرائيل نفذت هجومًا مسلحًا على الأراضي القطرية، فإن ذلك قد يُشكل سابقة خطيرة تؤدي إلى مزيد من التوترات الإقليمية وتثير نقاشًا قانونيًا واسعًا حول شرعية مثل هذه العمليات.

خلاصة: مواجهة بين السيادة والأمن القومي

بينما تبرر إسرائيل هذه الخطوة بكونها جزءًا من معركتها المستمرة ضد الإرهاب، ترى قطر أن ما حدث هو اعتداء سافر على سيادتها الوطنية. وبين الروايتين، يظل الحدث محل جدل كبير، قد يفتح الباب أمام تغييرات في شكل الصراع الإقليمي، ويدفع الأطراف الدولية إلى إعادة النظر في قواعد التدخل والردع داخل ساحات خارجية معقّدة سياسيًا وأمنيًا.

اقرأ أيضاً:

جامعة جورجية تطوّر ذكاءً اصطناعيًا يحلل الصوت لاكتشاف الحالة النفسية بدقة

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى