البيت الأبيض يتوقع تسريح 10 آلاف موظف بسبب الإغلاق الحكومي

أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنه من المرجح تسريح ما لا يقل عن عشرة آلاف موظف فيدرالي خلال فترة الإغلاق الحكومي الأميركي، في خطوة تصعّد من التوتر السياسي القائم بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطيين في الكونغرس.
ويأتي هذا الإعلان فيما يدخل الإغلاق أسبوعه الثالث، وسط تعثر الجهود التشريعية لإقرار حزمة الإنفاق الفيدرالي، واستمرار الخلافات العميقة حول أولويات الإنفاق والإصلاح الإداري الذي يتبناه ترامب.
تصعيد رئاسي ضد البيروقراطية
وقال كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة، جون فوت، في مؤتمر صحفي إن الإدارة “ستكون حازمة جداً في القضاء على البيروقراطية في أميركا حيثما تمكنا”، مضيفاً أن الإجراءات الحالية جزء من “إعادة هيكلة جذرية لمؤسسات الدولة لتصبح أكثر كفاءة ومرونة”.
ويؤكد فوت أن الخطوة ليست مجرد ضغط سياسي، بل تمثل رؤية الإدارة لتقليص حجم الجهاز الحكومي الذي يراه ترامب “متضخماً ومكلفاً”.
آلاف المفصولين وقطاعات متأثرة
بحسب وثائق قضائية قدمتها وزارة العدل، فقد فُصل أكثر من أربعة آلاف موظف حتى يوم الجمعة الماضي، مع توقعات بتوسّع نطاق التسريحات خلال الأيام المقبلة.
وأشارت الوثائق إلى أن وزارات الخزانة، والصحة، والتعليم، والإسكان كانت الأكثر تضرراً حتى الآن، حيث تم تعليق العديد من البرامج والخدمات الأساسية، وتأجيل مشاريع البنية التحتية والخدمات المجتمعية.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن استمرار الإغلاق سيؤثر في مئات الآلاف من العاملين في القطاعات المرتبطة بالمؤسسات الفيدرالية، بما في ذلك المتعاقدون والموردون المحليون.
مأزق سياسي يهدد الاقتصاد الأميركي
ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية هي الأعنف منذ إغلاق الحكومة عام 2019، حينما طال الخلاف تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الإغلاق لفترة طويلة سيؤثر سلباً على النمو الاقتصادي، ويضعف ثقة المستثمرين في الأسواق الأميركية، خاصة في ظل اضطراب السياسات المالية وارتفاع معدلات الدين العام.
من جهته، حمّل الرئيس ترامب خصومه الديمقراطيين مسؤولية الجمود، قائلاً إنهم “يرفضون أي حلول وسط” بشأن خطة الإنفاق.
مخاوف من تصعيد جديد
وحذّر ترامب في تصريحات له من أن مزيداً من “الإجراءات الصارمة” قد تُتخذ إذا استمرت المعارضة داخل الكونغرس، ملمّحاً إلى احتمال توسيع نطاق التسريحات لتشمل قطاعات إضافية.
ورغم الدعوات المتزايدة من قادة الكونغرس لاستئناف المفاوضات، لا تزال الانقسامات الحزبية تحول دون التوصل إلى اتفاق، ما يطيل أمد أزمة غير مسبوقة في الإدارة الفيدرالية الأميركية.



