احتيال رومانسي بملايين الدولارات: أمريكي يستدرج ضحاياه عبر تطبيقات المواعدة
رجل يحتال على مليوني دولار من أموال نساء عبر تطبيق مواعدة

في واحدة من أغرب قضايا الاحتيال الرقمي، ألقت السلطات الأمريكية القبض على رجل من ولاية كاليفورنيا بتهمة خداع عدد من النساء عبر تطبيقات المواعدة، والاستيلاء على أكثر من مليوني دولار من أموالهن خلال فترة امتدت نحو ثلاث سنوات.
وبحسب بيان صادر عن مكتب الادعاء العام للمنطقة الوسطى في ولاية كاليفورنيا، فإن المتهم، ويدعى كريستوفر إيرل لويد (39 عامًا)، من مدينة وِتيير القريبة من لوس أنجلوس، استخدم تطبيقات مثل تيندر (Tinder) وهينج (Hinge) وبامبل (Bumble) لتقديم نفسه باعتباره خبيرًا ماليًا ومستثمرًا ناجحًا.
ادعاءات كاذبة وعقود وهمية
ووفقًا للائحة الاتهام التي أقرها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن لويد أقنع ضحاياه بأنه يعمل مديرًا ماليًا، وادعى زورًا شغله لمنصب نائب رئيس شركة وهمية تُدعى “بلانيت 13 هولدينجز”، إضافة إلى انخراطه في مجال الاستثمار العقاري من خلال شركة اسمها “لاندمارك أسوشيتس”.
الضحايا، اللواتي تعرّف إليهن عبر الإنترنت، صدّقن روايته وسلمنه مبالغ مالية عبر التحويل البنكي وتطبيقات الدفع مثل Zelle وCashApp، فضلًا عن تسليمه مبالغ نقدية مباشرة، بعد أن وعدهن بأرباح مضمونة وفرص استثمار مربحة.
ولزيادة مصداقيته، استخدم المتهم عقودًا مزيفة وأوراقًا رسمية مزورة، تضمنت جداول زمنية لعوائد الاستثمار، وأخبر ضحاياه بأن بإمكانهن سحب أموالهن في أي وقت، لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا.
استغلال الأموال لأغراض شخصية
تشير التحقيقات إلى أن لويد لم يستثمر أيًا من الأموال، بل أنفقها على أغراضه الخاصة، من بينها شيك بقيمة 40 ألف دولار سدد به ثمن سيارة فاخرة من طراز “لكزس”.
وقد وُجهت إليه رسميًا 13 تهمة تتعلق بالاحتيال المالي الإلكتروني، وتهمة واحدة تتعلق بتداول أموال مستخرجة من أنشطة احتيالية. وفي حال إدانته، يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عامًا عن كل تهمة من تهم الاحتيال، و10 سنوات إضافية عن تهمة المعاملات المالية غير المشروعة.
التحقيقات مستمرة
ولم يُدلِ محامي الدفاع عن لويد بأي تعليق حتى الآن، فيما أكدت السلطات أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن مزيد من الضحايا المحتملين، خاصة أن المتهم ظل يمارس نشاطه الاحتيالي منذ عام 2021 وحتى مطلع 2024.
وتأتي هذه القضية لتسلط الضوء مجددًا على مخاطر الاحتيال العاطفي عبر الإنترنت، وضرورة التحقق من هوية الأشخاص الذين يتم التعارف عليهم من خلال التطبيقات الرقمية، خاصة عند الحديث عن الأموال والاستثمارات