توتر بين تاكر كارلسون وترامب: “شبح إبستين” يعمّق الانقسام داخل حركة MAGA

في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتواء تداعيات فضيحة جيفري إبستين المتجددة، يواجه تحديًا غير مألوف من داخل معسكره المحافظ، يقوده الإعلامي البارز تاكر كارلسون، أحد أبرز وجوه حركة “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA).
كارلسون… من داعم إلى ناقد
رغم تأكيده المتكرر على “محبته الشخصية” لترامب، شن كارلسون هجومًا غير مباشر على إدارة ترامب، متهماً إياها بتكرار أساليب “المؤسسة الليبرالية المتغطرسة” في التقليل من أهمية أسئلة الجمهور حول فضيحة إبستين وملفاته السرية. ففي مؤتمر لحركة “Turning Point USA”، قال كارلسون إن “الحكومة التي صوتت لها تتعامل مع الأسئلة الجادة بنمط: انتهى الملف، اصمت، أيها المنظر للمؤامرات”، مضيفًا: “هذا كثير جدًا حتى بالنسبة لي”.
ملفات إبستين: الشرخ داخل اليمين المحافظ
تصريحات كارلسون تعكس حالة غضب داخل القاعدة الشعبية المؤيدة لترامب، خاصة بعد أن أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت سابق من هذا الشهر أن ملف إبستين قد أُغلق، ما أثار موجة انتقادات من نشطاء وأصوات بارزة في اليمين الشعبوي.
الضجة تعاظمت بعد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال كشف عن مشاركة ترامب في كتاب تكريمي لجيفري إبستين عام 2003، تضمن رسومات فاضحة ورسائل ذات طابع ساخر. ترامب سارع لنفي القصة ورفع دعوى تشهير ضد الصحيفة ومالكها روبرت مردوخ.
مناقشات تتجاوز إبستين
كارلسون لم يكتف بملف إبستين، بل وسّع دائرة نقده لتشمل السياسة الخارجية لترامب، مثل الضربة ضد إيران، وتحالفاته الخارجية، وحتى أولويات الحزب الجمهوري، معتبرًا أن التركيز على قضايا ثقافية مثل “الرياضة والجندر” جاء على حساب القضايا المعيشية الحقيقية كأزمة الإسكان، والركود الاقتصادي، وتراجع الخصوبة.
واعتبر كارلسون أن “الجيل الجديد يفقد إيمانه بالنظام الرأسمالي”، وبدأ يتجه نحو الأفكار الاشتراكية نتيجة شعوره بالحرمان من الأساسيات مثل امتلاك منزل وتكوين أسرة.
مستقبل ما بعد ترامب: هل يترشح كارلسون؟
رغم تكرار التكهنات حول احتمال دخول كارلسون سباق الرئاسة، ينفي الإعلامي المحافظ مرارًا رغبته في تولّي أي منصب، واصفًا نفسه بـ”عديم الطموح” سياسيًا. لكنه لا يخفي إعجابه بنائب الرئيس الحالي، جاي دي فانس، الذي وصفه بأنه “الوحيد القادر على مواصلة إرث ترامب وتوسيعه”.
صراع كارلسون مع إدارة ترامب حول ملفات إبستين لا يعكس مجرد خلاف سياسي عابر، بل يكشف عن تحول جوهري داخل حركة MAGA، بين تيار يسعى للمحاسبة والشفافية، وآخر يريد طي الصفحة حمايةً للقيادة. ومع دخول شخصيات مؤثرة في هذا التوتر، قد يكون “شبح إبستين” بداية لمرحلة جديدة من الانقسامات داخل اليمين الأمريكي.