ترامب يبشر بـ«عصر ذهبي» للشرق الأوسط ويمدّ يده إلى إيران

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا مطولًا أمام الكنيست الإسرائيلي، وُصف بأنه من أكثر خطاباته جرأة منذ عودته إلى البيت الأبيض. احتفى ترامب بوقف إطلاق النار في غزة واعتبره «نصرًا مذهلًا لإسرائيل والعالم»، مؤكدًا أن ما حدث يمثل «بداية عصر ذهبي للشرق الأوسط». وتحدث الرئيس الأمريكي عن «نهاية كابوس طويل» عاشه الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، مشيدًا بالجهود الدولية التي قادت إلى الإفراج عن الرهائن ووقف القتال. وأكد أن الفلسطينيين أمام لحظة فاصلة لاختيار طريق جديد بعيد عن العنف، معتبرًا أن «الفرصة سانحة لتغيير التاريخ نحو مستقبل من السلام والازدهار».
نهاية مرحلة التطرف والكراهية
في خطابه الذي اتسم بنبرة حادة أحيانًا وعاطفية أحيانًا أخرى، أعلن ترامب أن «عقود الإرهاب والتطرف والجهادية قد فشلت تمامًا»، مضيفًا أن «الدماء والكراهية لم تجلب سوى الدمار». وأكد أن «العالم يشهد اليوم فشل الأيديولوجيات التي أرادت محو إسرائيل من الوجود»، داعيًا الفلسطينيين إلى تبني مسار جديد يقوم على التنمية لا المواجهة. وأوضح أن «من اختاروا طريق الحرب خسروا، ومن سيختارون طريق السلام سيربحون المستقبل»، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولًا جذريًا في شكل المنطقة، إذا أحسنت الشعوب استغلال هذه الفرصة.
انفتاح غير مسبوق تجاه طهران
وفي تحوّل غير متوقّع، أبدى ترامب استعداد بلاده لمدّ اليد إلى إيران، مؤكدًا أن واشنطن «مستعدة لعقد سلام عندما تكون طهران مستعدة أيضًا». جاء ذلك بعد أشهر قليلة من دعمه للغارات الإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية خلال المواجهة القصيرة في يونيو الماضي. وقال ترامب إن «لا شيء سيخدم الشرق الأوسط أكثر من تخلي إيران عن الإرهاب والتوقف عن تهديد جيرانها»، داعيًا القادة الإيرانيين إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وفتح صفحة جديدة من التعاون. وأضاف أن «الشعب الإيراني ليس عدونا، بل صديقنا، والولايات المتحدة وإسرائيل لا تسعيان إلا إلى العيش في سلام وأمان للجميع».
جدل حول اقتراح العفو عن نتنياهو
الفقرة الأكثر إثارة في الخطاب جاءت عندما دعا ترامب الرئيس الإسرائيلي إلى منح عفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتهم في قضايا فساد. وقال مبتسمًا: «ولمَ لا؟ من يهتم بالسيجار والشمبانيا؟ الأهم أنه يعرف كيف ينتصر». التصريح المثير أثار موجة ضحك وتصفيق بين نواب اليمين، لكنه قوبل باحتجاج من نواب يسار رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين قبل أن يُخرجهم الأمن من القاعة. وبعد الخطاب الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف، توجه ترامب إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة السلام حول غزة، مؤكدًا أن ما حدث في الأيام الأخيرة «ليس نهاية حرب فحسب، بل بداية عهد جديد قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط».



