ترامب يقترح نشر قوات صينية لحفظ السلام في أوكرانيا: رفض محتمل من كييف وأوروبا

ذكرت مصادر مطلعة على المداولات أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح خلال اجتماع في البيت الأبيض مع زعماء أوروبيين ورئيس أوكرانيا، نشر قوات صينية ضمن بعثة لحفظ السلام على طول خط الجبهة الأوكرانية الممتد نحو 1,300 كيلومتر، كجزء من تسوية محتملة للصراع مع روسيا. ووفق المصادر، فإن الفكرة كانت دعمًا لمقترح سابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورفض مسؤول رفيع من إدارة ترامب هذه الرواية، مؤكدًا أنه لم تُجر أي مناقشات حول قوات حفظ السلام الصينية، ووصف التقارير بأنها “غير صحيحة”.
الفكرة لاقت معارضة من العواصم الأوروبية ورفضًا مسبقًا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظرًا للدعم الصيني الواضح لروسيا في الحرب، بما في ذلك تزويد موسكو بالأسلحة والطائرات المسيرة. وأشار زيلينسكي هذا الشهر إلى أن الصين لم تساعد أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، بما في ذلك صمتها خلال احتلال القرم.
تأتي المقترحات ضمن مناقشات مستمرة حول آليات وقف إطلاق النار وضمانات أمنية لأوكرانيا وهيكل أي تسوية بعد الحرب. وقد طرحت روسيا سابقًا، خلال مفاوضات إسطنبول في ربيع 2022، فكرة نشر قوات صينية ضمن إطار ما يسمى “دول الضامن”، تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا، مع إمكانية تصويت مشترك على أي تدخل إذا تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد، وهو ما اعتبرته كييف غير مقبول.
في المقابل، أظهرت أوكرانيا انفتاحًا على مشاركة القوات التركية في مهام حفظ السلام كجزء من خطة ما بعد الحرب، إذ عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استضافة أي محادثات رفيعة المستوى بين كييف وموسكو، والمساهمة في ضمان أمن أوكرانيا عند التوصل إلى اتفاق سلام دائم. وقد أعرب مسؤولون أوروبيون عن قبولهم لدور محتمل لتركيا في هذا الإطار.
وتبقى المسائل الأساسية المتعلقة بالسيطرة على الأراضي بعد الحرب وتفاصيل التسوية النهائية بين روسيا وأوكرانيا محل خلاف كبير، ما يجعل أي اتفاق محتمل بعيد المنال في الوقت الحالي.