تقارير التسلح

الاتحاد الأوروبي يخصص 381 مليار يورو للدفاع في ظل تصاعد التوتر مع روسيا

يشهد الاتحاد الأوروبي موجة إنفاق عسكري هي الأكبر في تاريخه الحديث، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات الجيوسياسية بين موسكو والغرب. ووفقًا لتقديرات رسمية، من المتوقع أن يبلغ الإنفاق العسكري الأوروبي 381 مليار يورو بحلول عام 2025، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم التحول الاستراتيجي في أولويات القارة.

وكالة الدفاع الأوروبية: أرقام قياسية في الإنفاق

أعلنت وكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي أن الإنفاق العسكري لدول الاتحاد يشهد تصاعدًا كبيرًا عامًا بعد عام منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022. وتشير الوكالة إلى أن الرقم المتوقع للعام 2025 (381 مليار يورو) يمثل قفزة هائلة مقارنة بمتوسطات السنوات السابقة، ما يعكس توجهًا نحو تعزيز القدرات الدفاعية والاستعداد لسيناريوهات أكثر تعقيدًا.

ألمانيا وفرنسا في صدارة الداعمين للتوسع العسكري

تتقدم كل من ألمانيا وفرنسا قائمة الدول الأوروبية الدافعة نحو زيادة الإنفاق الدفاعي، استجابةً للتهديدات المتزايدة من الشرق، وتماشيًا مع الضغوط الأمريكية ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ألمانيا، التي كانت تنتهج سياسات دفاعية متحفظة لعقود، خصصت مئات المليارات من اليوروهات لتحديث جيشها، بينما أعلنت فرنسا عن برامج تسليح واسعة النطاق، تشمل تطوير أنظمة صواريخ ودبابات وطائرات.

إسبانيا ودول أخرى تُبدي ترددًا في زيادة الإنفاق

رغم التوجه العام نحو التصعيد العسكري، إلا أن بعض الدول مثل إسبانيا أظهرت ترددًا في مواكبة هذا السباق، مشيرة إلى أولويات اقتصادية واجتماعية داخلية، وقلق من الدخول في سباق تسلح قد يستنزف الموارد على حساب مشاريع التنمية.

ويرى محللون أن هذا التردد يعكس انقسامًا سياسيًا داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع التهديدات الأمنية، خاصة في ظل غياب تهديد مباشر لبعض الدول.

الولايات المتحدة تضغط من أجل زيادة المساهمات الدفاعية

تُمارس الولايات المتحدة، كأكبر قوة داخل الناتو، ضغوطًا متواصلة على الأوروبيين لزيادة مساهماتهم الدفاعية، خاصة مع تزايد الأعباء الملقاة على كاهل واشنطن. وتطالب إدارة البيت الأبيض بضرورة أن تتحمل دول الاتحاد الأوروبي مسؤولياتها الأمنية بشكل أكثر جدية، خاصة في ظل التحديات القادمة من روسيا والصين والشرق الأوسط.

الإنفاق العسكري.. ضرورة استراتيجية أم عبء اقتصادي؟

يثير هذا التصاعد في الإنفاق العسكري الأوروبي جدلًا داخليًا في العديد من العواصم، بين من يراه ضرورة استراتيجية لضمان الأمن والاستقلال الدفاعي، وبين من يعتبره عبئًا اقتصاديًا متزايدًا قد يؤثر على الاستقرار الاجتماعي في مرحلة ما بعد جائحة كورونا وتباطؤ النمو الاقتصادي.

التهديد الروسي يعيد تشكيل العقيدة الدفاعية الأوروبية

يبقى العامل الحاسم في هذا التوجه هو التهديد الروسي المستمر، حيث يرى قادة الاتحاد الأوروبي أن الحرب في أوكرانيا أثبتت الحاجة إلى بنية دفاعية قوية ومستقلة. كما يتحدث مسؤولون في بروكسل عن أهمية تحقيق السيادة الدفاعية الأوروبية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في المدى البعيد، ما يجعل الإنفاق العسكري عنصرًا محوريًا في مستقبل الاتحاد.

اقرأ أيضاً:

روسيا تشن أكبر هجوم جوي ليلي على غرب أوكرانيا بـ 500 مسيّرة وصاروخ

 

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى