قمة أوروبية في فرنسا لبحث إرسال قوات إلى أوكرانيا وسط تكتم على التفاصيل

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إلى تسريع العمل على منح أوكرانيا ضمانات أمنية فعالة، وذلك في ظل استمرار الحرب مع روسيا وتصاعد التهديدات على الجبهة الشرقية. وجاءت تصريحاته عقب محادثة هاتفية وصفها بـ”الهادفة” مع الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته.
زيلينسكي قال في منشور على حسابه الرسمي على “تيليغرام”:
> “تحدثت مع الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي. كانت محادثة هادفة. نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا”.
تعزيز الدفاع الجوي على رأس الأولويات
وخلال تصريحاته، شدد الرئيس الأوكراني على أن تعزيز الدفاع الجوي لبلاده يمثل أولوية قصوى في الوقت الراهن، في ظل استمرار الهجمات الروسية التي تستهدف المدن والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الطاقة والموانئ.
وأضاف زيلينسكي:
> “من المهم أن نكون مثمرين قدر الإمكان في تعاوننا مع الولايات المتحدة. الدفاع الجوي ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية”.
ماكرون: الولايات المتحدة تقترب من تقديم دعم نوعي للضمانات
في سياق متصل، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد وضع اللمسات الأخيرة على الدعم الأميركي للضمانات الأمنية المقدمة لأوكرانيا، في خطوة وصفت بأنها قد تشكل تحولًا استراتيجيًا في الدعم الغربي لكييف.
وجاء تصريح ماكرون عقب اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة، دونالد ترامب، عقب اجتماع للدول الغربية الداعمة لأوكرانيا. ويُعتقد أن هناك توافقًا متزايدًا بين أوروبا وواشنطن بشأن ضرورة بناء نظام أمني طويل الأمد لأوكرانيا، سواء انضمت إلى الناتو أم لا.
الضمانات الأمنية: بين الواقع العسكري والتوازنات السياسية
الضمانات الأمنية لأوكرانيا أصبحت بندًا رئيسيًا في أجندة العلاقات الأوروبية-الأميركية، لا سيما بعد أن اتضح أن انضمام كييف الكامل إلى الناتو لا يزال بعيد المنال بسبب حساسية الموقف مع روسيا.
وتتضمن هذه الضمانات، بحسب تسريبات غير رسمية، نقل أنظمة دفاع جوي متقدمة، وتوفير تمويل عسكري مستدام، وتدريبات طويلة المدى للقوات الأوكرانية، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ثنائية مع دول كبرى.
كييف تضغط لتثبيت الدعم قبل الانتخابات الأميركية
تأتي التحركات الأوكرانية في وقت حساس سياسيًا، حيث تسعى كييف إلى تثبيت التزامات أمنية غربية واضحة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، تحسبًا لأي تغيير محتمل في الإدارة أو موقف واشنطن من الحرب.
ويبدو أن أوكرانيا تعوّل على مزيج من الدعم الأوروبي المباشر والضمانات الأميركية، في ظل استمرار الضبابية السياسية داخل الكونغرس الأميركي بشأن حجم المساعدات المخصصة لأوكرانيا على المدى البعيد.
الوضع الميداني يفرض تسريع الخطى
يؤكد المراقبون أن دعوات زيلينسكي تأتي في ظل تصعيد روسي ميداني واضح، مع تزايد الهجمات على خطوط الإمداد والمراكز السكنية، ما يُحتم على القيادة الأوكرانية تأمين تغطية جوية مستدامة ومنظومة ردع قوية.
ويبدو أن الغرب بات أكثر اقتناعًا بأن حسم المعركة لا يتم فقط في الميدان، بل أيضًا في البُعد الاستراتيجي للضمانات الأمنية طويلة الأمد، والتي تضمن عدم تكرار سيناريو الغزو في المستقبل.