الاقتصاد

شركة استشارية توصي برفض حزمة تعويضات تريليونية لإيلون ماسك.. و«تسلا» تردّ بشدة

أوصت شركة «خدمات المساهمين المؤسسين» (Founder Shareholder Services)، وهي شركة استشارية متخصصة في تقديم المشورة لحاملي الأسهم حول التصويت بالوكالة، المساهمين في شركة «تسلا» بالتصويت ضد حزمة تعويضات مقترحة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، قد تصل قيمتها السوقية إلى نحو تريليون دولار إذا تحققت جميع شروطها.

وقالت الشركة في تقريرها إن الحزمة المقترحة، المعروفة باسم «جائزة أسهم الأداء الضخمة»، تحمل “قيمة منحة فلكية” تفوق بكثير معايير السوق المعمول بها، حتى في الشركات العملاقة.

جائزة ضخمة مقابل أهداف طموحة

وبحسب وثائق «تسلا»، فإن الجائزة الجديدة صُممت للحفاظ على التزام ماسك بقيادة الشركة على المدى الطويل، وهي مرتبطة بمجموعة من أهداف الأداء المالي والتشغيلي الطموحة، تشمل رفع القيمة السوقية للشركة وتحقيق معدلات نمو استثنائية في الإيرادات والأرباح.

وفي حال تمكن ماسك من تحقيق تلك الأهداف، فإن قيمة الأسهم الممنوحة له قد تصل إلى تريليون دولار تقريباً، وهو ما سيجعله واحداً من أعلى المديرين التنفيذيين أجراً في التاريخ الحديث.

مع ذلك، ترى شركة خدمات المساهمين المؤسسين أن الحزمة تتجاوز حدود المعقولية في التعويضات، وتثير تساؤلات حول مدى اتساقها مع مصالح المساهمين الآخرين، معتبرة أن التحفيز يجب أن يبقى متوازناً مع الحوكمة الرشيدة وليس مجرد مكافأة على المخاطرة.

تحفظات حول الحوكمة وتوزيع المنافع

وأوضح التقرير أن هيكل الخطة المقترحة لا يقدم ضمانات كافية بشأن توزيع المنافع بعدالة بين المساهمين والإدارة التنفيذية، مضيفاً أن حجم المكافأة قد يؤدي إلى تركيز مفرط للسلطة بيد الرئيس التنفيذي ويحدّ من قدرة مجلس الإدارة على ممارسة الرقابة الفعلية.

كما أشارت الشركة إلى أن التعويضات الضخمة السابقة لماسك أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المالية، حيث يرى بعض المستثمرين أن نجاح «تسلا» يُنسب إلى فريق عمل متكامل وليس إلى جهود فردية فقط.

ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع السنوي للمساهمين والتصويت بالوكالة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وسط ترقب شديد في الأسواق بشأن القرار النهائي

رد «تسلا»: تجاهل للنقطتين الأساسيتين

في المقابل، ردّت شركة «تسلا» على التوصية ببيان رسمي نُشر عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، قالت فيه إن الشركة الاستشارية أغفلت نقطتين أساسيتين هما: الاستثمار والحوكمة.

وأكدت «تسلا» أن خطة التعويضات الحالية تهدف إلى مكافأة الأداء الحقيقي والمستدام، مشيرة إلى أن حزمة ماسك لا تضمن له أي مكاسب ما لم يحقق المساهمون أنفسهم عائداً كبيراً من استثماراتهم في الشركة.

كما ذكّرت الشركة بأن «خدمات المساهمين المؤسسين» سبق أن عارضت حزم تعويضات وافق عليها المساهمون سابقاً، بما في ذلك جائزة الأداء التي أُقرت في عام 2025، معتبرة أن موقف الشركة الاستشارية لا يعكس الواقع الفعلي لأداء «تسلا» أو التزامها تجاه المساهمين.

ترقب الأسواق وتأثير القرار

يرى محللون ماليون أن التصويت على حزمة التعويضات الجديدة سيكون اختباراً حقيقياً لثقة المستثمرين في قدرة ماسك على مواصلة قيادة «تسلا» نحو أهدافها التوسعية الطموحة، خاصة في ظل تراجع مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً وتزايد المنافسة من الشركات الصينية والأوروبية.

وفي حال رفض المساهمون المقترح، فقد تواجه «تسلا» تحديات في استقرار إدارتها العليا أو إعادة التفاوض حول دور ماسك في الشركة مستقبلاً، بينما قد يؤدي القبول بالخطة إلى تعزيز مكانة ماسك كرمز قيادي، لكنه سيُبقي الجدل حول الإنصاف في مكافآت المديرين التنفيذيين قائماً داخل وول ستريت.

اقرأ أيضاً:

الصين توافق على جولة جديدة من المحادثات التجارية مع واشنطن لتفادي حرب رسوم جمركية جديدة

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى