مجلس النواب الأمريكي يوافق على تغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا"
خطوة رمزية مؤيدة لترامب تثير جدلاً واسعاً وانقساماً حزبياً حاداً

جدلاً واسعاً، صوّت مجلس النواب الأمريكي، يوم الخميس، لصالح مشروع قانون لإعادة تسمية “خليج المكسيك” ليُصبح رسميًا “خليج أمريكا”، تأييدًا لقرار تنفيذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب في أيامه الأولى من ولايته الجديدة. ورغم أن التشريع من المرجح أن يُرفض في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، فإن التصويت وضع الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب على السجل كداعمين لهذا التغيير المثير للجدل.
نتيجة التصويت والانقسام الحزبي
وجاءت نتيجة التصويت 211 مقابل 206، في انقسام حزبي واضح، وسط انتقادات لاذعة من الديمقراطيين الذين اعتبروا الأمر استعراضًا سياسياً لا طائل منه، في وقت يواجه فيه الجمهوريون صعوبات في تمرير أجندة ترامب التشريعية — بما في ذلك مشروع قانون مثير للجدل يتضمن تخفيضات كبيرة على برنامج “ميديكيد” للرعاية الصحية.
تأييد المشروع من الجمهوريين وانتقادات الديمقراطيين
وقالت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، راعية المشروع، إن “الشعب الأمريكي يستحق أن يفخر ببلاده وبالمياه التي نحميها بجيشنا وخفر سواحلنا”، ووصفت مشروع القانون بأنه “من أهم الأمور التي يمكن أن نقوم بها في هذا الكونغرس”. لكن زعيم الأقلية الديمقراطية هايكيم جيفريز ردّ بوصفه المشروع بأنه “سخيف وضيق الأفق ومتملّق”، ورأى فيه دليلاً على حالة الارتباك داخل الأغلبية الجمهورية. أما النائبة ماري غاي سكانلون من بنسلفانيا، فذهبت أبعد من ذلك، قائلة إن “هذا ربما أغبى قانون طُرح على قاعة المجلس منذ بدأت عملي في الكونغرس قبل ست سنوات”.
الرفض الشعبي لقرار ترامب
وأظهرت استطلاعات رأي – منها واحد لصالح قناة فوكس نيوز – أن نحو 70% من الناخبين يعارضون قرار ترامب بإعادة تسمية الخليج، ما يجعله من أقل قراراته شعبية في أول 100 يوم من ولايته.
قرار ترامب و”قبعات الخليج الأمريكية”
الرئيس ترامب لم يكتفِ بالتوقيع على القرار التنفيذي، بل ارتدى قبعة كتب عليها “Gulf of America” خلال ظهوره على متن طائرة الرئاسة. كما أصدر إعلانًا رئاسيًا بجعل “يوم خليج أمريكا” مناسبة وطنية، ووقّعه أثناء تحليقه فوق الخليج في طريقه إلى السوبر بول.
استجابة الشركات للقرار بعض الشركات
تجاوبت مع القرار وبدأت باستخدام الاسم الجديد. أما الجهات التي لم تلتزم – مثل وكالة “أسوشيتد برس” – فواجهت عقوبات من البيت الأبيض، منها منع صحفييها من تغطية فعاليات في المكتب البيضاوي أو السفر على متن “إير فورس وان”. كما قامت شركة “غوغل” بتعديل اسم الخليج في تطبيق الخرائط ليظهر باسم “Gulf of America” لمستخدميها في الولايات المتحدة.
انتقادات الديمقراطيين وتحويل الانتباه عن القضايا الأساسية في المقابل
انتقد الديمقراطيون الأولويات التشريعية للجمهوريين، مشيرين إلى تجاهلهم لقضايا أكثر إلحاحًا مثل أزمة الإسكان، والديون الطبية، وارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت النائبة جولي جونسون من تكساس: “يمكننا التركيز على 40 مليون أمريكي يعانون من ديون طبية… أو يمكننا إعادة تسمية خليج المكسيك”. فيما سخر النائب جاريد هوفمان من كاليفورنيا قائلاً: “لماذا لا نعيد تسمية الكوكب كله ليُصبح كوكب ترامب؟”، في إشارة إلى أن أبناء ترامب يبيعون قبعات “Gulf of America” بـ50 دولارًا على الإنترنت.
رؤية إضافية حول الجلسات التشريعيه
أما النائب ستيني هوير من ماريلاند، فشبه جلسات المجلس ببرنامج Saturday Night Live الكوميدي، مضيفًا: “لا يمكن أن تختلق شيئًا كهذا، هذه المهزلة حقيقية”.
أولويات الحزب الجمهوري وتحديات التشريع في نهاية اليوم
كان هذا القانون — رغم ضجيجه — هو الملف الوحيد المطروح للتصويت في مجلس النواب، ما يعكس الأولويات السياسية الحزبية في حقبة لا تزال فيها “الشعارات”تسبق السياسات.