عرب وعالم

إسرائيل تستأنف ضربات غزة بعد قصف ليلي أوقع أكثر من 100 قتيل

هدنة هشة على وشك الانهيار وسط تصاعد التوترات والاتهامات المتبادلة

استهدفت الطائرات الإسرائيلية، صباح الأربعاء 29 أكتوبر، مواقع في شمال قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، بعد ليلة دامية قُتل خلالها أكثر من 104 فلسطينيين، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة، وفقًا لبيانات الدفاع المدني في غزة.
وقالت الجيش الإسرائيلي إنه قصف “بنية تحتية عسكرية” في بيت لاهيا كانت تُخزَّن فيها أسلحة استعدادًا لهجوم وشيك.

هدنة هشة وتضارب في المواقف

جاءت الغارات بعد ساعات من إعلان إسرائيل عودتها للالتزام بالهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، بينما أكدت واشنطن أنها لا تعتبر أن الهدنة قد انهارت رسميًا.
لكن الضربة الجديدة أثارت الشكوك بشأن نية تل أبيب احترام الاتفاق الذي يُلزم الطرفين بوقف الهجمات المتبادلة.

ضحايا مدنيون وغضب شعبي

شهدت مستشفيات غزة يوم الأربعاء جنازات جماعية لضحايا القصف، وسط حالة من الذهول والحزن.
وقالت الفلسطينية حنين مطير، التي فقدت شقيقتها وأبناءها:

“لقد أحرقوا الأطفال وهم نيام. هذه مجازر حقيقية.”

الدفاع المدني أكد أن القصف طال مخيم إنسان لمرضى السرطان ومنازل ومناطق قرب المستشفيات.

موقف إسرائيل وحماس

صرّح الجيش الإسرائيلي أنه “ملتزم بالهدنة” لكنه “سيَردّ بقوة على أي خرق”.
في المقابل، اتهمت حماس إسرائيل بمحاولة “تقويض الاتفاق وفرض وقائع جديدة بالقوة”، مؤكدة التزامها بالهدنة رغم التصعيد.

اغتيال صحفي وارتفاع عدد الضحايا الإعلاميين

من بين القتلى الصحفي محمد المنيراوي من صحيفة فلسطين، ليرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب إلى 256، وفق المكتب الإعلامي في غزة.

خلفية القصف الأخير

أمر بنيامين نتنياهو بتنفيذ الهجمات بعد اشتباك مسلح بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وفي ظل غضب داخل إسرائيل بعد أن سلّمت حماس أجزاء من جثمان أحد الأسرى الإسرائيليين.

موقف واشنطن وتصريحات ترامب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء رحلته على متن “إير فورس وان”:

“لن نسمح بانهيار الهدنة، لكن إسرائيل من حقها أن ترد إذا قُتل جنودها.”

وأضاف أن “إسرائيل ضربت لأنها فقدت أحد جنودها، وكان عليها أن ترد.”

ضغوط دبلوماسية لتثبيت الهدنة

أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن جهودًا مكثفة تُبذل للحفاظ على الهدنة، مشيرًا إلى أن “التحديات متوقعة، لكن الجميع يدرك ضرورة استمرار الاتفاق.”

انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية

هاجم وزراء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء نتنياهو، مطالبين بإنهاء الهدنة والعودة إلى الحرب الشاملة، ووصفوا الرد الإسرائيلي بأنه “ضعيف ومتردد”.

شروط الهدنة ومصير الجثامين

بموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، تتعهد حماس بإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين مقابل 15 جثمانًا فلسطينيًا لكل إسرائيلي.
حتى الآن، أُعيدت جثامين 15 إسرائيليًا، بينما لا يزال 13 في غزة.
وأشارت حماس إلى أنها فقدت الاتصال ببعض وحداتها التي كانت تحتفظ بالجثامين خلال القصف الإسرائيلي المكثف.

تقييم الوضع

تصف السلطات الفلسطينية الوضع في غزة بأنه “كارثي ومروع”، بينما تشير التقديرات الدولية إلى أن الهدنة الهشة قد تنهار في أي لحظة إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ ضربات جديدة.

إقرأ ايضَا:

 فايننشال تايمز: قمة حاسمة بين ترامب وشي: اختبار مصيري لمستقبل التجارة العالمية

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. عمل في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، وتولى إدارة محتوى في مواقع إخبارية مثل "أخباري24" والموقع الألماني "News Online"، وغيرهم, حيث قاد فرق التحرير وواكب التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى