قائد القيادة المركزية الأمريكية في زيارة أولى لإسرائيل منذ توليه منصبه

وصل الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية الجديد (CENTCOM)، يوم السبت إلى إسرائيل، في أول زيارة رسمية له منذ توليه المنصب، في خطوة تؤكد على متانة العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.
وخلال زيارته، التقى كوبر بـ رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين، حيث ناقش الطرفان ملفات أمنية واستراتيجية ذات أهمية مشتركة.
التزام أمريكي “راسخ” تجاه أمن إسرائيل
في تصريحات له خلال اللقاءات، أكد الأدميرال كوبر أن الولايات المتحدة “ملتزمة التزامًا راسخًا بأمن إسرائيل”، مشيرًا إلى أن التعاون العسكري بين الطرفين يشهد تنسيقًا غير مسبوق، يهدف إلى “تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، على حد تعبيره.
وأضاف كوبر أن بلاده تنظر إلى إسرائيل كشريك استراتيجي في الشرق الأوسط، وأن التنسيق العسكري والاستخباراتي بين الطرفين يندرج ضمن سياسة أمريكية طويلة الأمد تهدف إلى ردع التهديدات الإقليمية، وعلى رأسها إيران.
اجتماعات مغلقة ومشاركة أمريكية رفيعة
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الزيارة تضمنت اجتماعات أمنية مغلقة بين مسؤولين عسكريين من الجانبين، بعيدًا عن التغطية الإعلامية. ورافق كوبر في زيارته نائبة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي شاركت أيضًا في بعض هذه الاجتماعات الحساسة.
ورغم عدم الإعلان رسميًا عن جدول الأعمال الكامل، يُعتقد أن المحادثات تناولت التهديدات التي تمثلها التنظيمات المسلحة في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى ملف قطاع غزة ومستقبل العمليات الإسرائيلية هناك، خاصة في ظل التصعيد الأخير.
خطة إسرائيلية لاجتياح غزة “بشكل تدريجي”
تأتي هذه الزيارة في وقت كشفت فيه تسريبات إعلامية عن خطة يعدّها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاجتياح قطاع غزة بشكل تدريجي، وذلك عبر تكثيف العمليات العسكرية البرية في مناطق محددة، دون إعلان اجتياح شامل في الوقت الراهن.
وبحسب مصادر سياسية وعسكرية، تهدف هذه الخطة إلى تفكيك البنية التحتية لحركة حماس دون التورط في صراع طويل الأمد أو ضغوط دولية متزايدة. ويُرجّح أن يكون هذا الملف قد نوقش ضمن اللقاءات بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، رغم غياب تأكيد رسمي على ذلك.
أبعاد استراتيجية للزيارة
تُعد زيارة كوبر إلى إسرائيل رسالة سياسية واضحة بأن الولايات المتحدة تدعم موقف إسرائيل في مواجهة التهديدات الأمنية، خاصة في ظل تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، وتزايد التعاون بين طهران ووكلائها الإقليميين، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
كما أن هذه الزيارة قد تحمل في طياتها تحضيرًا لمناورات أو تعاون عسكري أوسع بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، سواء عبر تعزيز الدفاعات الجوية المشتركة أو من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن النشاطات العسكرية في المنطقة.
ختام
في المحصلة، تؤكد زيارة الأدميرال كوبر أن التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي لا يزال في ذروته، وسط تطورات أمنية وسياسية معقدة في الشرق الأوسط، حيث تلعب واشنطن دورًا رئيسيًا في دعم أمن إسرائيل، في حين تسعى تل أبيب إلى توسيع نطاق عملياتها ضد خصومها في غزة ولبنان، بدعم لوجستي وسياسي من حليفتها الأولى.