قمة شرم الشيخ.. العالم يراهن على السلام من أرض مصر

تتجه أنظار العالم، اليوم الاثنين، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التي تستضيف قمة دولية برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة أكثر من 20 من قادة وزعماء العالم، تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام“. وتعكس القمة رهانًا دوليًا على دور مصر المحوري في إنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه الخطوة بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلتها القاهرة خلال الأشهر الماضية، لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع وفتح مسارات جديدة نحو سلام دائم وشامل.
تحركات دولية لدعم مبادرة السلام
شهدت المدينة الساحلية توافدًا واسعًا لزعماء العالم وسط آمال بأن تضع القمة حدًا لدوامة الحرب. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فور وصوله إلى مصر ضرورة وضع إطار قانوني للقوة الدولية في غزة، مشددًا على أهمية منح السلطة الفلسطينية دورًا في إدارة القطاع. وأشاد ماكرون بجهود الرئيس السيسي ودور القاهرة في تقريب المواقف بالتعاون مع قطر وتركيا، معتبرًا أن مصر تقود اليوم مسارًا واقعيًا لتحقيق التوازن بين الأمن والسلام في المنطقة الأكثر اضطرابًا في العالم.

إشادات أممية بدور مصر في التهدئة
من جانبه، ثمّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جهود مصر في إحلال السلام، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي لعبته القاهرة خلال العامين الماضيين في وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية. كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأخير سيتوجه إلى شرم الشيخ للإشادة بدور واشنطن والقاهرة والدوحة وأنقرة في إنجاح الوساطة التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن بريطانيا تدعم أي مبادرة تضع حدًا لمعاناة المدنيين.
بصيص أمل لغزة المنهكة
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن اتفاق شرم الشيخ يمثل اختراقًا دبلوماسيًا وبصيص أمل للمدنيين في غزة الذين أنهكتهم الحرب والمجاعة. وأضاف في تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية» أن على المجتمع الدولي تحويل هذا النجاح السياسي إلى تحرك إنساني واسع النطاق، لتخفيف المعاناة وتسهيل دخول المساعدات. كما عبّر ثائر شريتح، المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى، عن تقديره العميق لمصر قيادةً وشعبًا، كاشفًا عن اتفاق يشمل الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا ضمن بنود التفاهمات الجديدة.

العالم يترقب من أرض السلام
في المقابل، أشادت واشنطن بالدور المصري من خلال تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس، الذي أكد أن اتفاق شرم الشيخ يفتح بابًا جديدًا للاستقرار الإقليمي. وأفادت مراسلة «القاهرة الإخبارية» من شرم الشيخ أمل الحناوي بأن القمة تمثل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، خاصة مع تلاقي الجهود المصرية والأمريكية والقطرية والتركية لإنهاء الحرب. وبينما يختتم الرئيس ترامب زيارته إلى الشرق الأوسط، تبقى آمال الشعوب معلقة على أن تُثمر قمة شرم الشيخ بداية حقيقية لسلام طال انتظاره.



