الاتحاد الأوروبي يضغط على ترامب لضمان مستقبل الدولة الفلسطينية

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى ضمان ألا يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن إلى تقويض مستقبل الدولة الفلسطينية. فبحسب تقرير لصحيفة بوليتيكو الأوروبية، يستعد قادة الاتحاد للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعاتهم المقبلة، بهدف تعزيز دور أوروبا في تنفيذ الاتفاق وضمان أن يقود إلى سلام دائم. وتوضح وثيقة من أربع صفحات أعدتها خدمة العمل الخارجي الأوروبية EEAS أن هناك إجماعًا داخل بروكسل على ضرورة “تعظيم النفوذ الأوروبي” و”الحفاظ على السرد الإيجابي لحل الدولتين“، لا سيما مع تزايد عدد الدول الأوروبية التي تعترف رسميًا بفلسطين.
دعم المؤسسات الفلسطينية في مواجهة التحديات
تشير الوثيقة إلى أن دائرة العمل الخارجي الأوروبي تسعى للحصول على دعم من العواصم الأوروبية لمطالبة إسرائيل بإزالة القيود الاقتصادية والمالية المفروضة على المؤسسات الفلسطينية، التي تعيق عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تدعو إلى زيادة الضغط على المستوطنين الذين يواصلون ضم أراضٍ فلسطينية بشكل غير قانوني، بالتوازي مع التنسيق مع مصر وقطر وتركيا للضغط على حركة “حماس” لتنفيذ بنود الاتفاق بالكامل. وتهدف بروكسل إلى ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بنهاية العام، وإعادة تفعيل بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية EUBAM في معبر رفح لمراقبة حركة الأشخاص وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.

دور أوروبي أوسع في إعادة الإعمار وبناء الثقة
على المدى الطويل، يطمح الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور محوري في إزالة الألغام وإعادة إعمار غزة، وتوسيع الاستثمارات ودعم التجارة. كما تدرس بروكسل استخدام برنامج Erasmus كأداة لتعزيز الثقة بين المجتمعات، بعد أن كانت قد منعت مشاركة إسرائيل فيه سابقًا. وتؤكد الوثيقة أن إعادة بناء غزة تمثل فرصة لأوروبا لإثبات حضورها الدبلوماسي والإنساني. في الوقت نفسه، تسعى المفوضية الأوروبية إلى إقناع تل أبيب برفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التعاون المدني.
تراجع العقوبات وتبدل المواقف الأوروبية
كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنت في سبتمبر الماضي نيتها فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين وتقليص التعاون الاقتصادي مع تل أبيب ردًا على الأزمة الإنسانية في غزة. لكن هذه الخطط تواجه الآن احتمال التجميد بعد توقيع الاتفاق الأمريكي، إذ تعتقد بعض العواصم الأوروبية أن العقوبات قد تُربك مسار التهدئة. ومع ذلك، أبدت بعض الدول الأعضاء استياءها من بطء تحرك الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن بروكسل لم تستغل الوقت الكافي لطرح رؤية متكاملة لحل الأزمة الفلسطينية بصورة مستقلة عن واشنطن.



