عرب وعالم

عون يطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لتعزيز انتشار الجيش اللبناني

في خطوة دبلوماسية مهمة، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، بما يمكّن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية. وأكد عون على ضرورة تفعيل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية لضمان تطبيق القرار 1701 بكافة بنوده، بما يشمل إعادة الأسرى ووقف الاعتداءات الإسرائيلية. هذه المبادرة تأتي في إطار دعم حصرية السلاح في يد القوات المسلحة اللبنانية، وتعزيز الاستقرار الداخلي والاقتصادي، بالتوازي مع جهود إعادة الإعمار وتفعيل التعاون مع المجتمع الدولي والدول الصديقة.

 

الضغط الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي

 

خلال استقباله الأدميرال براد كوبر قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي بقصر بعبدا، شدد الرئيس عون على ضرورة تفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) لتنفيذ الاتفاقات المبرمة في نوفمبر الماضي. وتشمل هذه الإجراءات انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال والأراضي المحتلة وإعادة الأسرى، بما يتيح للجيش اللبناني الانتشار الكامل في الجنوب. وأوضح عون أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يعرقل جهود الجيش في تثبيت الأمن، رغم تقدمه في أكثر من 85% من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.

عون: الاعتداءات الإسرائيلية تعرقل انتشار الجيش رغم تقدمه جنوب نهر الليطاني

تعزيز قدرات الجيش اللبناني

 

أشار الرئيس عون إلى أهمية دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني، عبر توفير التجهيزات والآليات اللازمة، وتمكينه من أداء مهامه الأمنية والحدودية، بما يشمل ضبط التهريب ومكافحة الأعمال الإرهابية. كما شدد على التنسيق المستمر بين الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، مؤكداً أن هذا الدعم يعزز الاستقرار الداخلي ويسهم في تطور اقتصادي يواكب الإصلاحات الحكومية. يأتي ذلك في سياق خطة الجيش لنزع السلاح من المخيمات الفلسطينية، ضمن اتفاقيات تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان.

 

الخطة العسكرية ونزع سلاح حزب الله

 

قدمت قيادة الجيش اللبناني خطة واضحة لنزع سلاح حزب الله، أقوى قوة عسكرية غير حكومية في البلاد، وهو ما رحب به مجلس الوزراء اللبناني في خطوة غير مسبوقة. إلا أن حزب الله عبر عن رفضه للتخلي عن سلاحه، معتبرًا أنه جزء من إرادة وبقاء المقاومة. هذه الخطة تمثل اختباراً حقيقياً لتوازن القوى في لبنان، إذ تركز على حصر السلاح بيد الجيش، وتثبيت الأمن والاستقرار، بينما يواصل الجيش عملياته في ظروف صعبة جغرافياً وعملياً، وسط تهديدات ومخاطر متزايدة أدت لاستشهاد عدد من ضباطه وعسكرييه.

 

التعاون الدولي ودعم الاستقرار اللبناني

 

أكد الأدميرال براد كوبر على التزام الولايات المتحدة بمواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، سواء بالعتاد أو التدريب، وبالتنسيق مع الكونغرس والإدارة الأمريكية. وشدد عون على أن تعزيز قدرات الجيش يعد عنصرًا أساسياً في استقرار لبنان والمنطقة، ويتيح إعادة إعمار البلاد بعد توقف الأعمال العدائية. كما لفت إلى استعداد الدول الصديقة والشقيقة لدعم لبنان في هذه المرحلة الحساسة، خصوصاً مع بدء الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الاستقرار والنمو بعد سنوات من الأزمات المتعاقبة.

اقرأ أيضاً

الجامعة العربية تحذر من مخاطر السياسات المائية الإسرائيلية وتطالب بتدخل دولي عاجل

تعزيز مؤسسات الدولة محور استقرار لبنان المستدام

 

تأتي هذه التحركات لتؤكد أن استقرار لبنان يعتمد على قوة مؤسسات الدولة وقدرتها على حماية أراضيها وفرض الأمن، في ظل تعاون دولي متنامٍ. وتظل المبادرات الرامية إلى حصر السلاح بيد الجيش، وضبط الحدود، وتفعيل الاتفاقيات الدولية، محوراً أساسياً لتحقيق الأمن الداخلي والاستقرار الإقليمي، بما يهيئ البلاد لاستعادة مكانتها على المستويين السياسي والاقتصادي.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى