أوضحت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، الخبيرة الاقتصادية، أن استمرار التوترات الأمنية أو تجددها سيؤدي إلى تراجع الكفاءة التشغيلية، مما يبقي أسعار النوالين عند مستويات مرتفعة أو قد يدفعها نحو مزيد من الصعود.
و أشارت في تصريحات خاصة لموقع العالم في دقائق إلى أنه في المقابل، إذا شهد السوق حالة من الاستقرار، مثل تخفيف الحظر أو تقليص التوترات الأمنية، فقد نرى انخفاضًا تدريجيًا، إلا أن الحاجة إلى إعادة بناء السعة التشغيلية قد تحد من هذا الانخفاض وتُبقي الأسعار مرتفعة.
ووضحت الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار النوالين في أكتوبر:
1. التوقعات الموسمية وموسم الذروة*
أسعار النوالين عادة ما ترتفع خلال موسم الذروة نتيجة زيادة حركة الشحن وتكدس الطلب قبل نهاية العام. عوامل مثل مؤشر الزيادة العامة للنوالين (GRI)، رسوم الطوارئ الموسمية، ونقص سيارات الشحن أو الحاويات تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الاتجاه.
2. الاضطرابات الجيوسياسية وتأثيراتها
الصراعات في المناطق الحيوية مثل قناة السويس والبحر الأحمر ﹣ نتيجة النزاعات الإقليمية أو الهجمات مثل تلك الحوثية ﹣ تجبر السفن على اتخاذ مسارات أطول عبر رأس الرجاء الصالح، مما يرفع من التكاليف التشغيلية ويسهم في زيادة أسعار النوالين.
ومع ذلك، في حال استقرار الأوضاع كما حدث بالربع الثالث من 2025، يمكن أن تنخفض هذه الأسعار تدريجيًا.
3. ضعف الاستثمار في الأساطيل والحاويات
قلة استثمار شركات النقل في سفن جديدة وحاويات حديثة تسبب تضخمًا في الطلب مقارنة بالقدرة الاستيعابية المتاحة، مما يضغط على أسعار النوالين بشكل ملحوظ.
4. ازدحام الموانئ وتعطل عمليات التفريغ
الموانئ الكبرى في آسيا، أوروبا، والبحر المتوسط تعاني من ازدحام شديد يُسبب تكدس السفن وتأخر عمليات التفريغ. هذه التأخيرات تزيد من فترة الانتظار والتكاليف التشغيلية، الأمر الذي ينعكس مباشرة على أسعار النوالين الإجمالية.
5. ارتفاع تكاليف الوقود والتشغيل
الوقود يُشكل نسبة كبيرة من التكاليف التشغيلية ﹣ تصل إلى 60–70%. أي زيادة في أسعار النفط العالمية تؤثر بصورة مباشرة على ارتفاع أسعار النقل البحري.
ما الذي يمكن توقعه لشهر أكتوبر؟
اختتمت حديثها بأنه إذا استمرت العوامل المذكورة دون تغييرات إيجابية ملموسة، فإن أسعار النوالين ستظل مرتفعة أو قد تشهد مزيدًا من الارتفاع. لكن في حال حدوث تحسن جيوسياسي أو تراجع للتكدس في الموانئ، يمكن أن يُسجل السوق انخفاضًا بسيطًا على المدى الطويل.
ومع ذلك، فإن عملية استعادة القدرات التشغيلية المثلى قد تحد من أي تراجع سريع للأسعار، مما يبقيها ضمن نطاق مرتفع حتى نهاية العام.
