الولايات المتحدة ترسل طائرات إف-35 إلى بورتوريكو لتعزيز مكافحة المخدرات

تعتزم الولايات المتحدة إرسال عشر طائرات مقاتلة من طراز “إف-35” إلى جزيرة بورتوريكو، في خطوة تأتي ضمن تعهد الرئيس دونالد ترامب بتكثيف الجهود لمكافحة عصابات المخدرات في منطقة الكاريبي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر مطلعة.
ويعد هذا الإجراء جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز النفوذ العسكري الأميركي في المنطقة، وسط تزايد التحذيرات من نشاطات غير مشروعة مرتبطة بتهريب المخدرات عبر البحر الكاريبي نحو الولايات المتحدة.
بورتوريكو… موقع استراتيجي في قلب الكاريبي
ستُرسل الطائرات المتطورة إلى مطار رئيسي في بورتوريكو، وهي منطقة غير مدمجة تتبع السيادة الأميركية وتتمتع بوضع سياسي خاص.
وتضم الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 3 ملايين نسمة، منشآت عسكرية ومطارات مدنية وعسكرية مشتركة، ما يجعلها نقطة انطلاق استراتيجية لأي عمليات جوية أو بحرية في المنطقة.
ورغم أن بورتوريكو لا تعتبر ولاية أميركية، إلا أنها تشكل منصة عسكرية لواشنطن منذ عقود، وقد استُخدمت سابقًا في مناورات ومهام بحرية ضد تهريب المخدرات والاتجار بالبشر.
ترامب يعيد التركيز على الحرب ضد المخدرات
هذه الخطوة تعكس أيضًا إعادة إحياء للغة “الحرب على المخدرات” التي برزت بقوة في عقود سابقة.
ووفق مصادر أميركية، فإن إرسال الطائرات لا يستهدف فقط الردع، بل يشمل تنفيذ مهام استطلاعية ومراقبة جوية مستمرة لرصد تحركات شبكات التهريب بين دول أميركا الجنوبية والشمالية.
وتُعد طائرات “إف-35” من الجيل الخامس، من أكثر المقاتلات تطورًا في العالم، وتُستخدم عادة في العمليات عالية التقنية، ما يشير إلى أن واشنطن تتعامل بجدية كبيرة مع تهديدات تهريب المخدرات في الكاريبي.
تصعيد محتمل مع فنزويلا… توتر ي الأفق
يأتي قرار نشر المقاتلات في وقت تصاعدت فيه التوترات مع فنزويلا. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين حلقتا فوق سفينة حربية أميركية في المياه الدولية قرب السواحل الكاريبية، يوم الخميس.
واعتبرت واشنطن الخطوة “استفزازية للغاية”، ووجهت تحذيرًا شديد اللهجة لكراكاس من القيام بأي تصعيد إضافي، ما يشير إلى أن المنطقة قد تشهد توتراً عسكرياً متزايدًا في المرحلة المقبلة.
وفي السياق نفسه، لم تُعرف بعد مدى الجهوزية أو القواعد الاشتباك التي ستكون مفروضة على هذه الطائرات الأميركية، خصوصًا في ظل الاحتكاكات الجوية والبحرية المتكررة مع القوات الفنزويلية.
جدل داخلي حول عسكرة الجزيرة
في المقابل، أثارت الخطوة انتقادات داخلية في بورتوريكو، حيث يشعر بعض السكان بالقلق من تحوّل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية صِرفة، ما قد يجعلها هدفًا في حال تفاقم النزاعات الإقليمية.
ويخشى ناشطون محليون من أن يؤدي تعزيز التواجد العسكري الأميركي إلى تدهور العلاقات مع دول الجوار في أميركا اللاتينية، خاصة مع تزايد الحديث عن سباق تسلّح إقليمي في ظل تنامي النفوذ الصيني والروسي في بعض بلدان الكاريبي وأميركا الجنوبية
ختام: بين مكافحة المخدرات واستعراض القوة
يبقى نشر طائرات “إف-35” في بورتوريكو خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا أمنية وسياسية في آن واحد. فهي من جهة تأتي تحت شعار مكافحة الجريمة المنظمة، ومن جهة أخرى تعكس رغبة واشنطن في استعراض قوتها العسكرية في منطقة حساسة.
وفي ظل هذه المعطيات، فإن الأيام المقبلة قد تشهد مزيدًا من التطورات، سواء على مستوى التعاون الدولي في مكافحة التهريب، أو على صعيد التوترات المحتملة مع فنزويلا وحلفائها.