زلازل متتالية تضرب شرق أفغانستان وتخلّف حصيلة مأساوية

تشهد أفغانستان في الأيام الأخيرة سلسلة من الزلازل المدمرة التي ضربت مناطقها الشرقية، لتزيد من معاناة شعب يعيش بالفعل أوضاعًا إنسانية صعبة. فبعد أن هزّ زلزال قوي البلاد ليلة الأحد الماضي وأسفر عن آلاف القتلى والمصابين، تكررت الهزات الأرضية خلال الأسبوع، كان آخرها مساء الجمعة في إقليم كونار شرق أفغانستان.
وبينما يشعر السكان بحالة من القلق والذعر المستمر نتيجة هذه الهزات المتتالية، تتسع دائرة المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا مع تضرر البنى التحتية وانهيار مئات المنازل. وتبرز أهمية التدخل السريع للمنظمات الإنسانية والهيئات الدولية في التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية التي تضيف فصلًا جديدًا من الألم في تاريخ البلاد المضطرب.

تفاصيل الزلزال الأخير
أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزالًا بلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر ضرب مساء الجمعة إقليم كونار شرقي أفغانستان، وكان مركزه على عمق 10 كيلومترات. وشعر بالهزة سكان عدة مناطق من بينها العاصمة كابول، ما أثار حالة من الذعر بينهم، رغم أن السلطات المحلية لم تسجل حتى الآن أي إصابات أو خسائر مادية كبيرة.
ورغم طمأنة الجهات الرسمية، فإن تكرار الزلازل في فترة قصيرة جعل الأهالي يعيشون في خوف دائم من احتمال وقوع هزات أشدّ. ويأتي هذا الزلزال بعد أيام قليلة فقط من كارثة كبيرة شهدتها المنطقة، ما يجعل تأثيراته النفسية والمعنوية مضاعفة على السكان.
اقرأ أيضاً
هجوم روسي واسع على كييف يستهدف الدبلوماسيين وتحذيرات أميركية من تهديد جهود السلام
زلازل متكررة وأضرار جسيمة
الزلزال الأخير ليس حدثًا منفردًا، بل يأتي ضمن سلسلة من الهزات الأرضية التي طالت شرقي أفغانستان خلال أسبوع واحد. فقد شهدت المنطقة ليلة الأحد الماضي زلزالًا بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، أعقبته هزات ارتدادية متكررة تسببت في إثارة الهلع بين الأهالي.
كما وقع زلزال آخر قوي مساء الخميس في المنطقة نفسها، ليتأكد أن أفغانستان تمر بفترة جيولوجية نشطة تنذر بخطر مستمر. هذا التكرار جعل السكان في حالة طوارئ مستمرة، حيث اضطر كثيرون للمبيت في العراء خشية انهيار منازلهم، بينما تواصل السلطات تقييم حجم الخسائر ومحاولة طمأنة الرأي العام المحلي.


حصيلة مأساوية ومعاناة إنسانية
بحسب ما أعلنته حركة طالبان الحاكمة والهلال الأحمر الأفغاني، فإن حصيلة ضحايا الزلازل الأخيرة بلغت نحو 2200 قتيل وأكثر من 3600 جريح. ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، إذ تضررت آلاف المنازل، وانهارت بنى تحتية أساسية، تاركة مئات الأسر من دون مأوى.
هذا الوضع الإنساني المتدهور يفرض تحديات إضافية على السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية التي تجد نفسها أمام أزمة معقدة، خصوصًا مع ضعف الإمكانيات الطبية واللوجستية. وبينما لا تزال عمليات الإنقاذ والإغاثة جارية، يظل الخوف الأكبر من وقوع زلازل جديدة قد تزيد من حجم المأساة، في بلد يعاني أصلًا من هشاشة اقتصادية وصراعات طويلة الأمد.



