هل آن أوان إلغاء صفقة Stryker؟ ضابط هندي سابق ينتقد الصفقة “غير المنطقية” وسط رسوم ترامب التصعيدية
رسوم ترامب تشعل الجدل: دعوات هندية لإلغاء صفقة Stryker واعتماد التصنيع المحلي

في ظل التصعيد الأمريكي الأخير بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي فرض رسومًا إضافية بنسبة 25% على المنتجات الهندية – رافعًا إجمالي الرسوم إلى 50%، وهي من الأعلى المفروضة على أي دولة – يزداد التساؤل حول مدى منطقية الاستمرار في بعض صفقات التعاون الدفاعي بين واشنطن ونيودلهي. وبحسب ما نشره EurAsian Times بتاريخ 8 أغسطس 2025، فإن هذه الخطوة لم تأتِ فقط بسبب شراء الهند للنفط الروسي، بل تعكس توترًا أعمق في العلاقات الثنائية. وسط هذا التوتر، تظهر صفقة المركبة المدرعة الأمريكية “Stryker” كأحد رموز العلاقة غير المتكافئة، حيث يراها بعض القادة العسكريين السابقين في الهند – مثل العقيد هاريندرا سينغ – غير ضرورية، خاصة مع توفر بديل محلي أكثر تطورًا وأقل تكلفة: منصة TATA WhAP الهندية.
سياق الصفقة… ولماذا تُعد “غير منطقية”؟
الصفقة المقترحة بين الهند والولايات المتحدة تتضمن شراء 530 مركبة Stryker القتالية بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار، على أن يتم تنفيذ المشروع بثلاث مراحل تشمل الاستيراد والتصنيع المشترك والتطوير التعاوني. الهدف هو استبدال مركبات BMP-II الروسية القديمة. لكن محللين عسكريين يعتبرون أن الهند لا تحتاج بالضرورة إلى Stryker، لأن لديها بالفعل بديلًا محليًا: مركبة WhAP المطورة بالتعاون بين شركة TATA Motors ومنظمة DRDO. هذه المركبة اجتازت بنجاح اختبارات في جميع التضاريس، بما فيها المناطق الجبلية العالية. بل إن مسؤولين في وزارة الدفاع أشاروا مؤخرًا إلى أن Stryker فشلت في تلبية متطلبات الجيش الهندي أثناء التجارب، تحديدًا لافتقارها لقدرات العبور المائي – وهو شرط أساسي للجيش في مواجهة تضاريس كالهند.
المنظور المحلي: WhAP تتفوق على Stryker بعدة أوجه
وفقًا للبيانات، فإن مركبة TATA WhAP ليست فقط أرخص – حيث تتراوح كلفتها بين 3 إلى 4 ملايين دولار مقابل سعر أعلى للـ Stryker – بل إنها أكثر ملاءمة للبيئة الهندية. فهي تمتلك قدرة عالية على المناورة في التضاريس الوعرة، وتضم محركًا بقوة 600 حصانًا مقارنة بمحرك Stryker ذي الـ 350 حصانًا فقط. كما أن WhAP تتميز بكونها منصة معيارية قابلة للتعديل حسب الحاجة، سواء للقتال، الإخلاء الطبي، أو دعم ناري مباشر. كما أنها مزودة بإمكانية العبور البرمائي، وتتمتع بحماية ضد الألغام والأسلحة الخفيفة، وقد تُزوّد بصواريخ مضادة للدبابات ومدافع من عيارات مختلفة. في المقابل، لا تتفوق Stryker إلا في بعض درجات الحماية ضد الأسلحة الثقيلة، ولكنها تفتقر إلى تعددية المهام والمناورة البرمائية – ما يحد من استخدامها في الهند.

السياق السياسي: شراكة غير موثوقة ومخاوف مستقبلية
لا تتوقف التحفظات على الجانب الفني فقط. فكما يؤكد المقال، فإن اعتماد الهند المتزايد على الولايات المتحدة في مجالات الدفاع يُعد نقطة ضعف استراتيجية. تأخيرات أمريكية متكررة – مثلما حدث في صفقة محركات GE F404 – سببت تأجيلات مؤثرة في برامج التصنيع المحلية، كبرنامج Tejas للطائرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن واشنطن لا تتردد في استخدام هذه الصفقات كورقة ضغط سياسي عند أي توتر. في ظل هذه المخاوف، يؤكد العقيد سينغ المتقاعد أن الولايات المتحدة “شريك غير موثوق”، ويجب أن تنظر الهند إلى شراكات بديلة، سواء مع روسيا أو الصين، أو من خلال تعزيز الاستقلالية الدفاعية الكاملة.
الفرصة الذهبية لـ”اصنع في الهند” amid Trump’s tariffs
يرى محللون عسكريون، من ضمنهم العقيد المتقاعد JS Sodhi، أن الرسوم التي فرضها ترامب على المنتجات الهندية تمثل فرصة نادرة لتعزيز الصناعة الدفاعية المحلية. ويؤكد أن سيناريو الحرب على جبهتين – مع الصين وباكستان – لم يعد احتمالًا، بل واقعًا يجب الاستعداد له خلال السنوات الخمس المقبلة. ومن هذا المنطلق، فإن وجود بنية دفاعية محلية قوية هو خط الدفاع الأول. ويضيف أن استمرار الرهان على موردين خارجيين قد ينقلب على الهند في وقت الحرب، إذا ما فُرضت عليها عقوبات أو حظر تصدير السلاح. إذًا، دعم مركبات مثل WhAP لا يخدم فقط الاقتصاد المحلي، بل يعزز مناعة البلاد الاستراتيجية.
مراجعة أوسع للصفقات الدفاعية الأمريكية؟
في ظل ما وصفه التقرير بـ”العداء العلني” من ترامب تجاه نيودلهي، ومع زيارة قائد الجيش الباكستاني للولايات المتحدة للمرة الثانية خلال شهرين، فإن التوازن الإقليمي يبدو مائلًا. هذا يدعو إلى مراجعة جميع الصفقات الدفاعية، لا سيما تلك التي لا تُعد ضرورية. صفقة Stryker، بحسب كاتب التقرير، يجب أن تكون أول هذه الصفقات قيد المراجعة، ليس فقط لأن الهند تمتلك بديلًا محليًا أقوى، بل لأن إلغاء الصفقة سيكون رسالة سياسية قوية إلى واشنطن مفادها: الهند لا تقبل أن تكون شريكًا ثانويًا، ولا تشتري السلاح كمنحة، بل كخيار سيادي نابع من احتياجات استراتيجية محلية.
اقرأ أيضاً
روسيا تضرب خطوط الإمداد الأوكرانية في كراسنوأرمييسك: معارك محتدمة وطرق إمداد مقطوعة
إن استمرار صفقة Stryker في ضوء الرسوم العقابية، والتجارب الميدانية الفاشلة، وتوفر البديل المحلي الأقوى، لا يبدو منطقيًا بأي معيار استراتيجي أو اقتصادي. كما تُظهر تجربة صفقة Stryker أن التبعية في مجال الدفاع قد تتحول إلى عبء جيوسياسي، لا إلى شراكة بنّاءة. وكما يُشير التقرير المنشور في EurAsian Times، فإن لحظة إعادة التقييم قد حانت، لا فقط لتجميد الصفقة، بل لصياغة سياسة دفاعية جديدة أكثر اعتمادًا على الذات، وأقل انكشافًا على تقلبات الحلفاء.