ألطف رجل في ملاعب التنس؟ كارلوس ألكاراز.. البطل الذي لا ينسى الإنسانية وسط الألقاب

رغم أنه لا يتجاوز الثانية والعشرين، ورغم حصد خمس بطولات كبرى وبلوغ نهائي ويمبلدون للمرة الثالثة على التوالي، إلا أن أكثر ما يشغل متابعي كارلوس ألكاراز هذه الأيام ليس عدد ضرباته الساحقة… بل طيبته.

بطل لا يكتفي بالفوز

يُلقبه البعض الآن بـ”ألطف رجل في التنس”. أما جمهوره، من الأطفال إلى الجدّات، فيتفقون على أن ألكاراز ليس مجرد نجم عالمي، بل “إنسان عظيم”، كما وصفت إحدى المعجبات المسنات التي أغمي عليها خلال مباراة له، فكان أول من هرع لإنقاذها قبل أن يصل المسعفون.

وفي هذه البطولة وحدها، صنع ألكاراز لحظات إنسانية خالدة: أهدى قميصه الموقّع لابن خصمه فابيو فونيني، وتوقف لمصافحة طفل لاعب سابق، وتبادل الابتسامات مع الأطفال ووقّع لهم الكرات، كل ذلك وهو في طريقه إلى نصف النهائي.

اقرأ أيضًا :

سِنر يتأهل لربع نهائي ويمبلدون بعد إصابة ديميتروف المفاجئة… والحظ يبتسم للأول عالميًا

الطيبة أصيلة فيه منذ الطفولة

مدربه الأول في بلدته الصغيرة إل بالمّار، كيكو نافارو، يقول إن شخصية كارلوس لم تتغير: “كان دومًا مبتسمًا، متواضعًا، محبًا للناس. منذ أن كان طفلًا، تمنيت أن يحتفظ بهذه الروح إن أصبح نجمًا عالميًا… وها هو يفعل”.

أما مدربه في طفولته المبكرة، كارلوس سانتوس، فيصفه بـ”الطفل الساحر”، ويتذكر أنه لم يسبب مشكلة واحدة خلال جولات التنس عبر أوروبا وهو في العاشرة فقط.

حب من القلب.. لا من أجل الكاميرات

يؤكد مدربوه والمقربون منه أن لفتات ألكاراز ليست محاولات ترويجية أو دعائية. فالشاب الذي يمتلك بالفعل عقودًا مع كبرى العلامات التجارية، يدير مؤسسة خيرية في منطقته لمساعدة الأطفال الفقراء، ويقال إنه يفضل زيارات المستشفيات على جلسات التصوير الدعائية.

اللاعب الذي يُشيد بمنافسيه

بعد كل مباراة، لا ينسى ألكاراز أن يشيد بخصومه. بعد فوزه على كاميرون نوري، وصفه بـ”المقاتل العظيم”، وقال عن أوليفر تارفيت، اللاعب البريطاني الشاب: “سيحقق الكثير”، ثم علّق على صورته في إنستغرام: “مجهود عظيم يا رجل.. واصل التقدم!”.

جمهور متنوع.. من المراهقات إلى الآباء

على هامش مبارياته، كان المشهد الأجمل هو الأطفال والمراهقون الذين يصطفون لتحيته. إحدى الفتيات قالت: “هو الأفضل في التنس!”، وأخرى أضافت مبتسمة: “ووسيم جدًا!”، فيما قال والد إحداهن: “هو خليفة نادال، ويملك كاريزما لا تُقاوم… إنه رجل من الناس”.

التواضع سر النجاح

مدربه القديم كيكو يقول إن التواضع أهم من المهارة: “رأيت لاعبين عظامًا لكنهم لم يكونوا لطفاء. أما كارليتوس، فكان دومًا كريم الروح، يرد على الصور، يبتسم للغرباء، ويخاطب الجميع كأنهم يعرفونه”.

وفي عالم مليء بالنجوم الذين يختفون خلف الحراس، يتمسك ألكاراز بما وصفه أحد المشجعين بـ”روح الشارع”.