اخبار عاجلة

بريطانيا في دوامة فاراج: السياسة عالقة والوضع يزداد سوءًا

فاراج يكرر نفسه والسياسة البريطانية في حلقة مفرغة

في زيارته الأخيرة إلى جنوب ويلز، أطلق نايجل فاراج سلسلة من التصريحات التي بدت – كالعادة – مثيرة للسخرية، متغطرسة، غير ناضجة، انتهازية، بل وغبية صراحة. في مؤتمر لحزب “ريفورم يو كيه” في مدينة بورت تالبوت، تحدث عن إعادة تشغيل أفران الصلب المتوقفة، قبل أن يعترف بأن “بناء فرن جديد ربما يكون أسهل”، رغم أن ذلك سيتكلف “مليارات قليلة”، على حد قوله.

بريطانيا لا تزال عالقة في 2016

وراء نجاحه المتجدد، أسباب كثيرة، من بينها أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي مهدت لصعود حزب استقلال المملكة المتحدة واستفتاء بريكست، لا تزال قائمة. النمو الاقتصادي ضعيف، والرواتب راكدة، والخدمات العامة في حالة تقشف مزمن.

فاراج: ظاهرة سياسية لعصر الفوضى الرقمية

يشبه نايجل فاراج دونالد ترامب في أنه يجذب المؤيدين من خلال بث الخوف، ويثير نفور المعارضين باعتباره منبع هذا الخوف. وهذه المفارقة تجعله سياسيًا مناسبًا تمامًا لهذا العصر.

ستارمر ومشكلة النخبة الصامتة

يبدو زعيم حزب العمال كير ستارمر وكأنه الخصم المثالي لفاراج: حذر، رتيب، يفتقد الكاريزما والقدرة على التواصل المباشر. يستخدم خطابًا تقليديًا مليئًا بالمصطلحات النظرية.

خطة بلا حاضر.. وفاراج يملأ الفراغ

حتى ما يُعلن من أخبار “جيدة” – مثل مراجعة الإنفاق الأخيرة التي شملت استثمارات واعدة في الإسكان – فهي مشروعات لن ترى النور قبل 2028 أو 2029. ما يعني أن المواطن البريطاني سيعيش في دوامة الركود نفسها لسنوات أخرى، ما يمنح فاراج مزيدًا من الوقت والمساحة لتعميق نفوذه.

الخلاصة

في مشهد سياسي منهك ومربك، يبدو أن نايجل فاراج – رغم تناقضاته وتهوره – هو الوحيد الذي فهم قواعد اللعبة الجديدة، بينما لا يزال الآخرون يتحدثون لغة قديمة في عصر تغيّر بالكامل.

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى