تحطم أول دريملاينر يعيد الشكوك حول أمان بوينغ وسلامة الطيران عالميًا
حادث تحطم نادر لطائرة بوينغ 787 يفتح ملف الأمان الجوي العالمي مجددًا

للمرة الأولى منذ دخولها الخدمة عام 2011، تتحطم طائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر في مدينة أحمد آباد الهندية، في حادث مروع يعيد الشركة الأمريكية العملاقة إلى دائرة التدقيق، خصوصًا بعد سلسلة من الكوارث التي واجهتها في طرازات سابقة مثل “737 ماكس”.
توقيت الحادث يتزامن مع تسوية قانونية كبرى لبوينغ
يأتي الحادث بعد أسابيع قليلة من اتفاق شركة بوينغ على دفع 1.1 مليار دولار لتسوية مع وزارة العدل الأمريكية، لتفادي محاكمة جنائية تتعلق بحادثي تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس في إندونيسيا وإثيوبيا، واللذين أوديا بحياة 346 شخصًا. وقد أثارت هذه التسوية موجة انتقادات، حيث وصفها محامو بعض الضحايا بأنها “مقززة أخلاقيً.
“دريملاينر”… نجاح تقني أم خطر خفي؟
رغم شهرة طائرة “دريملاينر” بكفاءتها العالية في استهلاك الوقود وهدوئها مقارنة بنظيراتها، فإن مسيرتها لم تخلُ من التحذيرات. فقد أبلغت عدة شركات طيران عن أعطال متكررة في المحركات، ما اضطرها إلى إلغاء أو تأجيل بعض الرحلات.
تحذيرات مهندس سابق وهواجس السلامة
في جلسات استماع أمام الكونغرس الأمريكي العام الماضي، حذر مهندس سابق في شركة بوينغ من وجود خلل تقني خطير يستدعي إيقاف تشغيل طائرات 787 عالميًا. وبينما نفت الشركة هذه المزاعم وأكدت على “ثقتها الكاملة” في سلامة الطائرة، فإن المخاوف لم تتلاشَ.
تحقيقات متعددة من هيئة الطيران الأمريكية
هيئة الطيران الفيدرالية (FAA) فتحت عدة تحقيقات بشأن هذا الطراز، بما في ذلك حادث هبوط مفاجئ لطائرة تابعة لشركة “لاتام” في العام الماضي. هذه التحقيقات تزيد من الضغط على بوينغ وتسلط الضوء على الرقابة التنظيمية للطائرات التجارية.
انتشار واسع للطائرة رغم الحوادث
يبلغ عدد طائرات 787 دريملاينر المشغلة حاليًا أكثر من 1,100 طائرة حول العالم، وتستخدمها معظم شركات الطيران الكبرى في رحلات طويلة المدى، ومنها “إير إنديا” التي تشغّل نحو 30 طائرة من هذا الطراز منذ عام 2012.
تفاصيل أولية عن الحادث في الهند
تفيد بيانات تتبع الرحلات بأن الطائرة التي تحطمت في الهند وصلت فقط إلى ارتفاع 625 قدمًا قبل سقوطها، وهو ما يلفت الانتباه إلى خطورة مرحلتي الإقلاع والهبوط، باعتبارهما أكثر الفترات حساسية في الرحلة.
تاريخ “إير إنديا” مع الحوادث السابقة
آخر كارثة كبيرة واجهتها شركة “إير إنديا” تعود إلى أغسطس 2020، حين انزلقت طائرة بوينغ 737-800 عن المدرج في مطار كاليكوت، ما أدى إلى سقوط قتلى بين الركاب، وفتح بابًا جديدًا لمراجعة إجراءات السلامة.
رد بوينغ الأولي والتحقيقات الجارية
في بيان رسمي مقتضب، أكدت شركة بوينغ أنها على دراية بالتقارير الأولية حول الحادث، وتعمل حاليًا على جمع المزيد من المعلومات، فيما يُنتظر صدور نتائج التحقيقات الرسمية قريبًا.
تساؤلات حول سلامة التصنيع ومستقبل الطيران
هذا الحادث يعيد فتح ملف مسؤوليات شركات التصنيع والجهات الرقابية، ويثير شكوكًا واسعة بشأن جاهزية منظومة الطيران العالمي لمواكبة التطورات التقنية، في ظل تحديات اقتصادية وضغوط ثقة من جانب الركاب.