تصعيد غير مسبوق: كييف تسقط مقاتلة روسية بطائرة بحرية مسيّرة
موسكو تحت الضغط: هجمات متبادلة وهدنة مرفوضة قبل يوم النصر

أعلنت أجهزة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوم السبت، عن إسقاط طائرة روسية من طراز “سو-30” باستخدام صاروخ أُطلق من طائرة مسيرة بحرية، في حادثة وصفتها بأنها الأولى من نوعها في العالم. وذكرت مديرية الاستخبارات الأوكرانية (GUR) أن العملية نُفذت يوم الجمعة من قِبل وحدة خاصة تُعرف باسم “المجموعة 13″، واستهدفت الطائرة فوق المياه القريبة من مدينة نوفوروسيسك، الميناء الروسي الاستراتيجي على البحر الأسود.
ورغم امتناع وزارة الدفاع الروسية عن التعليق، أشار المدون العسكري الروسي المعروف باسم “ريبار”، والذي يُعتقد أنه مقرّب من دوائر القرار العسكري، إلى أن الطائرة أُسقطت بالفعل، موضحاً أن الطيارين تمكّنوا من النجاة بعد أن التقطتهم سفينة مدنية.
هجوم بطائرة مسيرة يضرب نوفوروسيسك وإعلان حالة الطوارئ
في أعقاب الهجوم، أعلنت السلطات المحلية في نوفوروسيسك حالة الطوارئ، بعد أن أسفر هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة عن أضرار مادية طالت محطة لتخزين الحبوب وعدداً من المباني السكنية، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل. ويبدو أن التصعيد الأخير يأتي ضمن سلسلة عمليات تستهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية الروسية على السواحل الجنوبية.
زيلينسكي يرفض “هدنة 9 مايو” ويصفها بأنها استعراض مسرحي
في تصريحات اعتُبرت رفضاً صريحاً لمبادرة موسكو بوقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف مستعدة لوقف شامل للقتال، لكنه اعتبر العرض الروسي بمثابة “عرض مسرحي” هدفه تحسين صورة الرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف: “من المستحيل وضع خطة حقيقية لإنهاء الحرب خلال يومين أو ثلاثة، هذا مجرد تلاعب سياسي”.
وكانت موسكو قد أعلنت أن الهدنة، المتزامنة مع احتفالاتها بـ”يوم النصر” في التاسع من مايو، تهدف لاختبار “مدى استعداد كييف للسلام”، وهو ما رفضته أوكرانيا وواشنطن، مطالبتين بهدنة أطول وغير مشروطة.
ميدفيديف يلوّح بزوال كييف إذا هاجمت موسكو خلال الاحتفالات
بدوره، أطلق ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تهديداً صريحاً قال فيه إن أحداً لا يمكنه ضمان بقاء العاصمة الأوكرانية كييف حتى 10 مايو إذا شنت أوكرانيا هجوماً على موسكو خلال احتفالات “يوم النصر”. التصريح يعكس تصاعد التوتر مع اقتراب موعد الاحتفال الرمزي، الذي توليه موسكو أهمية كبيرة في خطابها الوطني.
ورداً على ذلك، أكد زيلينسكي أن بلاده لن “تدخل في ألعاب تهدف إلى تسهيل خروج بوتين من عزلته الدولية”، مشدداً على أن روسيا هي من يجب أن تبادر بخطوات جادة نحو وقف الحرب، لا اللجوء إلى “مظاهر استعراضية”.
هجمات روسية متواصلة على كييف ومناطق أوكرانية أخرى
في المقابل، لم تتوقف الهجمات الروسية، حيث تعرضت العاصمة الأوكرانية، ليلة السبت/الأحد، لهجوم بطائرات مسيرة تسبب في اندلاع حرائق بعدد من المباني السكنية، كما اشتعلت النيران في سيارات بعد سقوط حطام الطائرات المسيرة في أحياء “أوبولونسكي” و”سفياتوشينسكي”. وأفادت السلطات المحلية بأن فرق الإطفاء تمكنت من احتواء الحرائق، بينما جرى إسعاف عدد من المصابين ميدانياً.
الجيش الأوكراني أعلن أيضاً أن صفارات الإنذار دوّت في كييف والمناطق الشرقية لقرابة ساعة بعد منتصف الليل، فيما اعتُبر موجة جديدة من التصعيد الجوي الروسي على المدن الأوكرانية.
قتلى وحرائق في دونيتسك وخيرسون وتشيركاسي
إلى جانب كييف، شنت القوات الروسية هجمات دامية على مناطق أخرى. ففي دونيتسك شرقي أوكرانيا، أدى القصف المدفعي إلى مقتل شخصين، بينما سقط قتيل آخر في مدينة خيرسون جنوبي البلاد جراء ضربة بطائرة مسيرة. وفي منطقة تشيركاسي، أعلن المحافظ إحراق عدة مواقع مدنية نتيجة لهجوم مسائي بطائرات مسيرة، مؤكداً تسجيل إصابات متعددة.
اليوم 1,166 من الحرب: تصعيد بحري وجوي ومواقف دبلوماسية متصلبة
تأتي هذه التطورات في اليوم الـ1,166 منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، في وقت تواصل فيه موسكو وكييف التمسك بمواقف متضادة تجاه أي مبادرة هدنة أو تسوية سلمية. وبينما تروّج روسيا لفكرة “اختبار النوايا” عبر مبادرة وقف إطلاق النار المحدودة، تصر أوكرانيا على أن أي اتفاق ينبغي أن يكون شاملاً ومستنداً إلى الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي المحتلة.