إيران وإسرائيل تتبادلان ضربات مكثفه وترامب يدعو لتغيير النظام في طهران
تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل: تبادل ضربات وتحذيرات من حرب شاملة

في تصعيد غير مسبوق، شهدت الساعات الأخيرة موجة عنيفة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وسط دعوات مثيرة للجدل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير النظام في طهران، بعد ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع.
ضربات متبادلة وتحذيرات متصاعدة
أعلنت إسرائيل صباح الإثنين أنها استهدفت مواقع قرب مدينة كرمنشاه غرب إيران، مستخدمة 15 طائرة حربية لضرب منصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة بالقرب من الحدود العراقية. وأقرت تل أبيب بإسقاط إحدى طائراتها المسيّرة خلال العملية.
وردًا على الهجوم، شنت إيران موجتين من الصواريخ والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في أنحاء مختلفة من إسرائيل، مع سماع أصوات اعتراضات صاروخية في عدة مدن. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أضرار في البنية التحتية لشركة الكهرباء الإسرائيلية جنوب البلاد.
وبحلول منتصف النهار، شنت إسرائيل هجومًا جديدًا استهدف العاصمة طهران ومدينة كرج المجاورة، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن غارة محتملة أصابت بوابة سجن “إيفين” سيئ السمعة، المعروف باحتجازه لمزدوجي الجنسية ومواطنين غربيين تستخدمهم طهران كورقة ضغط في التفاوض مع الغرب.
تدخل أمريكي مباشر وقلق من اتساع الحرب
الضربة الأمريكية التي نُفذت بطائرات “بي-2” على منشآت نووية إيرانية أثارت صدمة حتى في صفوف الحلفاء المقربين من واشنطن، خصوصًا في دول الخليج التي لطالما سعت لاحتواء طموحات إيران النووية دون الوصول إلى حرب شاملة.
ترامب، من جانبه، وصف العملية بأنها “ساحقة”، مدعيًا أن مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية “تم تدميرها بالكامل”. إلا أن خبراء يشككون في إمكانية تدمير برنامج نووي يستند إلى المعرفة والكوادر البشرية عبر ضربات عسكرية فقط.
خطاب ترامب: “لنجعل إيران عظيمة مجددًا”
في منشور على منصة “تروث سوشيال”، أطلق ترامب دعوة صريحة لتغيير النظام في إيران، مستخدمًا شعاره الشهير بصيغة شرق أوسطية:
“قد لا يكون من الصواب سياسيًا قول (تغيير النظام)، لكن إن كان النظام الإيراني الحالي عاجزًا عن جعل إيران عظيمة مجددًا… فلماذا لا يكون هناك تغيير؟ MIGA!”
تصريحاته لاقت تناقضًا واضحًا مع كبار مسؤولي إدارته، حيث أكد وزير الدفاع بيت هيغسيث أن “العملية لم تكن بغرض تغيير النظام، بل لضرب البرنامج النووي بدقة”. أما نائب الرئيس جي دي فانس فشدد على أن “الولايات المتحدة ليست في حرب مع إيران بل مع برنامجها النووي”، فيما قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن “واشنطن لا تسعى لحرب مع طهران”.
إيران: واشنطن تقف خلف إسرائيل وسنرد
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الهجمات الأمريكية تكشف عن “دور واشنطن الخفي في حملة إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية”، متوعدًا برد قوي. وأوضح أن العودة إلى المسار الدبلوماسي غير واردة قبل تنفيذ الرد، مضيفًا: “الولايات المتحدة لا تحترم القانون الدولي. لا تفهم إلا لغة القوة”.
وفي موسكو، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صباح الإثنين للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة تهدف إلى التنسيق مع الحليف الروسي في ضوء ما وصفه بـ”التهديدات المشتركة”.
تطورات إقليمية ودولية متسارعة
الهجمات المتبادلة دفعت عدة دول لترتيب عمليات إجلاء لرعاياها من الشرق الأوسط. فرنسا أعلنت إرسال طائرات عسكرية إلى إسرائيل لنقل مواطنيها إلى قبرص، بينما استقبلت وزارة خارجيتها أكثر من 4,500 مكالمة خلال الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن تبدأ الفلبين إجلاء أولى مجموعاتها من الإسرائيليين يوم الإثنين، في حين قالت أستراليا إن عدد رعاياها الراغبين في المغادرة بلغ 3,800 شخص، موزعين بين إيران وإسرائيل.
كما أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نشرة تحذيرية من احتمال وقوع هجمات إلكترونية أو اعتداءات انتقامية على الأراضي الأمريكية، لا سيما ذات طابع معادٍ للسامية، مؤكدة أنه “لا توجد تهديدات محددة لكنها بيئة خطرة متوقعة طوال الصيف”.
القلق الاقتصادي يتفاقم
في خضم التصعيد، قفزت أسعار النفط صباح الإثنين مع تزايد المخاوف من احتمال إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي تمر عبره أكثر من 20% من إمدادات النفط العالمية. وتشير تقارير إلى أن البرلمان الإيراني صوّت لصالح إغلاق المضيق، إلا أن القرار النهائي بيد مجلس الأمن القومي الإيراني.
إلى أين تتجه الأمور؟
بينما يواصل الطرفان تبادل الضربات والتصعيد السياسي، تبقى العيون على الخطوة التالية لإيران، واحتمالات اندلاع حرب شاملة تمتد آثارها إلى ما بعد الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، لا تزال تصريحات ترامب تثير قلق الحلفاء وتزيد من غموض الموقف الأمريكي، فيما تراقب عواصم العالم هذا التصعيد الخطير الذي يهدد بتغيير معالم المنطقة وربما النظام الدولي بأكمله.