طائرة CH-53K “كينغ ستاليون” المتقاعدة تنضم إلى برنامج التدريب الفني لصيانة الطائرات

في خطوة تعكس التزام البحرية الأمريكية بتعزيز جاهزية طياريها ومهندسيها الفنيين، أعلنت قيادة أنظمة الطيران البحري الأمريكي (NAVAIR) عن تحويل واحدة من أوائل طائرات الاختبار من طراز CH-53K كينغ ستاليون إلى أداة تدريب عملي لصالح برنامج إعداد الكوادر الفنية في سلاح مشاة البحرية.
الطائرة المعروفة باسم النموذج التجريبي الهندسي 1 (EDM-1)، والتي كانت تستخدم سابقًا لاختبارات الطيران في قاعدة NAS باتوكسنت ريفر، نُقلت الآن إلى مركز التدريب الفني للطيران البحري (CNATT) في قاعدة سلاح مشاة البحرية في نيو ريفر، نورث كارولاينا.
من الاختبارات إلى التدريب العملي
EDM-1 كانت تلعب دورًا محوريًا في برنامج اختبار الطيران التطويري لطائرة CH-53K، وساهمت في تجارب حاسمة شملت تقييم أنظمة التحكم بالطيران، الديناميكا الهيكلية، ودمج الأنظمة الإلكترونية المتقدمة.
وبعد إتمام مهمتها في مرحلة التطوير، سيتم إعادة توظيف الهيكل الجوي غير الطائر كمنصة تدريب واقعية لفنيي صيانة الطائرات، في خطوة تؤكد على أهمية الدعم الممتد طوال دورة حياة الطائرة.
استثمار في الجاهزية المستقبلية
صرّحت NAVAIR في بيانها:
“هذا الانتقال ضروري لبناء قوة عمل ماهرة قادرة على الحفاظ على طائرة كينغ ستاليون — أقوى مروحية في وزارة الدفاع الأمريكية — في الخدمة القتالية. إنها استثمار مباشر في الجاهزية العملياتية.”
من خلال توفير طائرة حقيقية بدلًا من النماذج الافتراضية أو المحاكيات، سيتمكن المتدربون من مواجهة سيناريوهات صيانة حقيقية تُحاكي التحديات اليومية التي تواجهها الأسراب القتالية، مما يمنحهم خبرة عملية مباشرة في أنظمة الهيكل، التشخيص، والإصلاح.
CH-53K: عملاق الرفع الثقيل
تُعد طائرة CH-53K، التي تُنتجها شركة سيكورسكي التابعة لـ لوكهيد مارتن، أكثر طائرات الرفع الثقيل تطورًا في الخدمة العسكرية الأمريكية. صُممت لنقل أكثر من 27,000 رطل (نحو 12,250 كغ) من الحمولة الخارجية لمسافة 110 أميال بحرية، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف قدرة سابقتها CH-53E سوبر ستاليون.
التدريب العملي عنصر حاسم في دعم الجاهزية
في حين أن المحاكيات لا تزال أداة تعليمية مفيدة، إلا أن استخدام طائرة فعلية مثل EDM-1 يمنح المتدربين فرصة نادرة للتفاعل مع منصات حقيقية، مما يعزز من كفاءتهم في اكتشاف الأعطال، تنفيذ إجراءات الصيانة، والتعامل مع المواقف المعقدة كما لو كانوا يعملون على طائرات مخصصة للعمليات الحربية.
خاتمة: التحول من السماء إلى قاعات التدريب
بانتقالها من ميدان الاختبارات إلى قاعات التدريب الفني، تواصل EDM-1 خدمة سلاح مشاة البحرية الأمريكي بطريقة جديدة — تخريج جيل جديد من فنيي الصيانة القادرين على إبقاء “الملك الطائر” في السماء، جاهزًا لأي مهمة، في أي مكان.
ويمثل هذا التوجه نهجًا ذكيًا في إعادة استخدام الموارد العسكرية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من استثمارات الطيران الدفاعي.