فن وثقافة

حفلة Oasis تتحول إلى عرض أزياء ذكوري: حين تتجسد “الهوية البريطانية” في الباروكا والقبعة

كيف أطلقت فرقة Oasis موجة نوستالجيا غالاغرية في شوارع كارديف؟

من قبعات الباكيت إلى سترات “أديداس” الرياضية، ومن قمصان مانشستر سيتي إلى الشعارات الضخمة على الصدور، اجتاح الآلاف شوارع كارديف البريطانية استعدادًا للحفلة التاريخية لفرقة أواسيس، ليس فقط بالغناء بل بالموضة أيضًا. لقد كانت حفلة لمّ الشمل، لكنها أيضًا إعلان عن أن “الأسلوب الغالاغري” لم يمت قط.

في مدينة كارديف، عشية الحفل الأول لفرقة Oasis منذ 16 عامًا، بدت الشوارع وكأنها معرض حي لحقبة التسعينيات. كانت العلامة السوداء الشهيرة للفرقة — OASIS. بحروفها العريضة والمائلة — تملأ القمصان، القبعات، السترات، بل وحتى الوجوه. لم يكن الأمر مجرد حفلة، بل حدثًا ثقافيًا يشبه مباراة كرة قدم، حيث الجميع يشجّع نفس الفريق.

عندما تصبح الموضة طقسًا جماعيًا

الحضور كان متنوعًا من حيث العمر والجغرافيا، لكن موحّدًا في الهوية البصرية. هناك من حضر من البرتغال وإيطاليا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

فوهناك من ارتدى القميص لأول مرة، وآخرون احتفظوا بقميص حفلة سابقة عمرها 14 عامًا داخل صندوق زجاجي. أحد المعجبين، دفع 600 جنيه إسترليني ليحضر الحفل، لكنه يخطط لتأطير القميص بدلًا من ارتدائه مجددًا: “إنه حدث تاريخي”، يقول.

البعض اكتفى بالقميص الجديد، والبعض الآخر انغمس في محاكاة دقيقة لإطلالات ليام غالاغر الشهيرة — مثل جاكيت الدينيم بأزرار مغلقة من العنق، أو نظارات شمسية من طراز “ذا ماتريكس”.

أو حتى تصفيفة شعر التسعينيات كما فعل البرتغالي ريكاردو ريكير، الذي قال: “لم أغيّر تسريحة شعري منذ كنت في الخامسة عشرة، وسأموت بها”.

“أسلوب ليام”: عناد أناقة ذكورية لا تموت

على مر العقود، حافظ الأخوان غالاغر على نمط بصري ثابت: الباركا العسكرية، القمصان الواسعة، السترات الرياضية، قبعة الباكيت، ونظرة التحدي.

هذه العناصر ليست معقدة، لكنها تمتلك جاذبية بريطانية أصيلة، لأنها تمزج بين الموضة والشارع وكرة القدم. كما يقول أحد المعجبين من اسكتلندا: “أسلوبهم فيه غرور. يفعلونه، والناس تقلدهم”.

وهذا التقليد حاضر بقوة اليوم. شابة بريطانية تدعى تامارا اشترت جاكيت جينز من موقع “فينتد” مقابل 20 جنيهًا، وزيّنتها برقع Oasis المطرزة على الطراز التسعيني.

فقد ظهرت شابة كورية ترتدي جاكيت سبور من آخر تشكيلة للفرقة، وتضيف قبعة عند دخول الحفل. حتى من لا يهتمون بكرة القدم، ارتدوا قمصان مانشستر سيتي القديمة، إحياءً لصور ليام ونويل في التسعينيات.

عن الحنين، والهوية، والطبقة

لا يتعلق الأمر فقط بالموسيقى أو الموضة، بل بنوع من الحنين الجماعي. فرقة Oasis — التي صعدت من طبقات مانشستر العاملة إلى قمة البوب البريطاني — كانت دومًا رمزًا لطبقة تتحدث بصوت عالٍ، ترتدي ما تشاء، وتتحدى المؤسسات.

هذا ما يجعل القمصان الرياضية والسترات الواسعة والنظارات المضلعة أكثر من مجرد ملابس؛ إنها رموز لمكانة اجتماعية، وهوية طبقية، وعناد جمالي مستمر.

حتى الشباب الذين لم يولدوا بعد عندما أصدرت Oasis ألبومها الأول، وجدوا في أسلوبها شيئًا جذابًا. “إنه يعبر عن شيء حقيقي، شيء من الحياة اليومية”، يقول مراهق بريطاني، يدمج بين مظهر مشجعي الكرة وموضة الفرق الموسيقية في مظهره الشخصي.

عودة ثقافية.. لا مجرد حفلة

ليست الحفلة مجرد عودة موسيقية، بل هي عودة لحقبة بأكملها. وفقًا لموقع Depop، ارتفعت عمليات البحث عن “قبعات الباكيت” بنسبة 61% عن العام الماضي، وعمليات البحث عن “باركا أواسيس” بنسبة مذهلة بلغت 1850%. أما “JD Sports”، فقالت إن البحث عن “Oasis fashion” زاد بنسبة 913% في يونيو وحده.

 

الفرقة نفسها تدرك هذه الظاهرة. فقبل الحفل، افتتحت متاجر مؤقتة في لندن ومانشستر، وأطلقت تعاونات تجارية مع “أديداس”، “ليفايس”، ومتاجر “نيكست”.

أما المشجعون  فقد ارتدوا هذه المنتجات بحماسة، لكن كثيرين فضّلوا إضفاء لمستهم الخاصة: قصّ القمصان، تعديل القياسات، أو تركيب الأزرار والرقع يدويًا.

حتى الأطفال يقلدون “ليتل ليام”

ربما أكثر ما يلخص هذا الحدث هو تصريح فتاة تُدعى تايلران غيلدر، ارتدت تيشيرت ضخمًا عليه صورة ليام غالاغر، عدّلته أمها وربطته بشرائط. تقول: “أنا أعدّل معظم ملابسي.. وأتعلم من والديّ، حتى ابن أخي البالغ من العمر سبع سنوات يمشي في البيت بنظارات ليام وبدلة أديداس. نلقبه بـ ‘ليتل ليام’.”

اقرأ ايضا

ريجينا هول: “روز نايمة على الباب وجاك بيتجمد!”.. الجدل حول Titanic يعود من جديد

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى