عربي وعالمي

مأساة جديده في غزة: مقتل 20فلسطينيا في تدافع علي الغذاء وسط غازات خانقة وفوضى امينه

مأساة غزة: مقتل 20 فلسطينيًا في تدافع على الغذاء وسط فوضى أمنية"

في مشهد يلخّص الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية في قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا صباح الأربعاء في تدافع مروّع وقع بمركز لتوزيع الغذاء بمدينة خان يونس، تديره مؤسسة GHF (مؤسسة غزة الإنسانية)، المدعومة من الولايات المتحدة. الحادث الذي وصفته وزارة الصحة في غزة بأنه “الأول من نوعه من حيث الوفيات الناجمة عن الاختناق والتدافع” يعكس فشلًا كارثيًا في إدارة الإغاثة وسط مجاعة تطرق أبواب القطاع المحاصر منذ أكثر من عام ونصف.

 

غاز خانق وأمن منفلت وسط حشود الجوعى

بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 15 من الضحايا قضوا اختناقًا بعد إطلاق غازات سامة – يُعتقد أنها قنابل غاز مسيل للدموع أو رذاذ الفلفل – على الحشود، بينما سقط آخرون تحت أقدام الجموع المتدافعة، في حين سُجلت حالة وفاة نتيجة الطعن بسلاح أبيض وسط الفوضى. الشهادات الأولية تُشير إلى أن أفراد الأمن التابعين لـGHF استخدموا وسائل تفريق حادة وسط ازدحام شديد لآلاف الأشخاص الذين كانوا يسابقون الزمن للحصول على حصة غذائية.

 

تصريحات المؤسسة: “لسنا مسؤولين”

المؤسسة، التي بدأت نشاطها في مايو الماضي، نفت عبر بيان مقتضب مسؤوليتها عن أي خسائر وقعت خارج نطاق “محيطها الأمني”. لكنها لم تنكر استخدام الغاز أو تشرح سياستها في التعامل مع الحشود، مكتفية بالإشارة إلى أنها صادرت سلاحًا من أحد الحاضرين، وادعت دون دليل أن “عناصر مرتبطة بحماس حرّضت على الفوضى”.

 

من هم GHF؟ مؤسسة دون خبرة في مناطق الصراع

يُشار إلى أن GHF هي منظمة إغاثية ناشئة لا تمتلك أي خبرات سابقة في إدارة المساعدات في مناطق النزاع المعقدة، وقد أُسندت إليها مهمة توزيع الغذاء في غزة بدعم مباشر من واشنطن، بعد أن ضغطت إسرائيل لوقف دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى التي كانت تشرف على أكثر من 400 نقطة توزيع داخل القطاع.

 

من 400 نقطة إلى 4 فقط.. انهيار البنية الإنسانية

منظومة GHF الجديدة تعتمد فقط على أربع مراكز توزيع في قطاع يضم أكثر من مليوني شخص، ما أدى إلى طوابير ضخمة وعمليات تدافع متكررة. وبحسب خبراء في الأمن الغذائي، فإن هذا النموذج غير القابل للاستمرار هو وصفة حتمية للفوضى والموت، خاصة في ظل الانقطاعات الطويلة للفتح، وغياب جدول زمني واضح لفتح المراكز.

 

كأننا في حلبة موت”.. شهود يروون الرعب

في مقطع متداول على وسائل التواصل – لم يتم التحقق منه بعد – يقول أحد الناجين: “كنت أركض مثل الجميع للوصول إلى البوابة، والناس كانت تتساقط فوق بعضها، وفجأة بدأ الحراس في قذفنا بالغاز”. وصفٌ يؤكد أن المشهد كان أشبه بحلبة موت، لا موقع إغاثة، حيث التوتر الأمني تجاوز الجوع ذاته.

 

أكثر من 800 قتيل على أبواب الغذاء

وزارة الصحة في غزة ذكّرت بأن أكثر من 800 فلسطيني قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمل المؤسسة. غير أن هذا الحادث هو الأول الذي يقع داخل مركز تديره GHF بشكل مباشر وتحت حراسة أمنية تابعة لها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مدى أهلية المؤسسة واستراتيجياتها الأمنية والإنسانية.

 

واشنطن تتنصل.. وتل أبيب تبرر

تدعم الولايات المتحدة نموذج GHF بزعم أن “المنظمات الدولية السابقة كانت تتعرض للاختراق من قبل حماس”، وهي رواية لم تستطع إسرائيل تقديم أدلة حقيقية تثبتها حتى الآن، رغم أن عمل منظمات كـالأونروا يتم وفق آليات تدقيق صارمة من جهات دولية. فيما يرى مراقبون أن التحول نحو نموذج جديد أقل كفاءة هو محاولة للسيطرة السياسية على المساعدات وليس تعزيزًا للعمل الإنساني.

 

مجاعة تلوح في الأفق.. والعالم يراقب

تحذيرات المنظمات الإنسانية من مجاعة وشيكة في غزة تتزايد يومًا بعد يوم، ومع هذا النموذج الجديد الذي يقنن الغذاء ويزيد من حدة الصراع عليه، فإن الحوادث المأساوية قد تتكرر بل وتتوسع. وفقدان الثقة في عدالة توزيع الغذاء ينذر بانفجار اجتماعي في مجتمع يعاني من ويلات الحرب والحصار.

اقرأ أيضاً:

أصوات معزولة في قلب الامازون:قبيله ماشكو بيرو في مواجهة الجشع البشري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى