إيلون ماسك يُربك الجمهوريين: “حزب أمريكا” يهدد بإعادة رسم خريطة انتخابات 2026.
الديمقراطيون يرون فرصة استراتيجية في انقسام اليمين... وماسك يُعلن التحدي من قلب القاعدة المحافظة.

أشعل إيلون ماسك الجدل مجدداً بإعلانه اعتزامه إطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم “حزب أمريكا”، في خطوة قد تزلزل المشهد السياسي الأمريكي قبيل انتخابات التجديد النصفي عام 2026.
الخطوة التي لم تدخل حيّز التنفيذ رسمياً بعد، أثارت قلق الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين، خاصة أنها قد تؤدي إلى تشتيت أصوات القاعدة المحافظة في ولايات حرجة.
من ممول لترامب إلى خصم سياسي: انقلاب ماسك على الجمهوريين
ماسك، الذي دعم دونالد ترامب مالياً في انتخابات 2024، انقلب اليوم على الحزب الجمهوري بسبب ما وصفه بـ”الانحراف المالي” ودعمهم لقانون “الجميل الكبير”.
رداً على ذلك، قرر إطلاق حزب ثالث يعاقب من وصفهم بـ”المنحرفين عن المبادئ”، ويُنافس الجمهوريين من داخل معاقلهم التقليدية.
“حزب أمريكا” ليس مجرد اسم؛ إنه تحذير للنخب السياسية بأن الناخبين ليسوا رهائن للحزبين الكبيرين، بحسب مقربين من ماسك.
الديمقراطيون يرحبون بانقسام الخصم: “دعوه يربكهم”
في أوساط الحزب الديمقراطي، لا تبدو هناك مخاوف كبيرة. بل على العكس، يعتبر كثير من الاستراتيجيين أن دخول ماسك على الخط سيعمل لصالحهم من خلال سحب أصوات الجمهوريين في الدوائر المتأرجحة.
استطلاع جامعة ماركيت:
40% من الجمهوريين قد يصوتون لحزب ماسك.
مقابل 25% فقط من الديمقراطيين.
هذه الأرقام تشير إلى أن الأثر الأكبر لتحرك ماسك سيكون على اليمين المحافظ، لا اليسار التقدمي.
دوائر حرجة على المحك: ماذا تعني مفاجأة ماسك للكونغرس؟
التقديرات الأولية تُشير إلى أن “حزب أمريكا” قد يُركز جهوده على:
2–3 مقاعد في مجلس الشيوخ.
8–10 مقاعد في مجلس النواب.
وتتركز هذه الدوائر في ولايات متأرجحة مثل آيوا، ويسكونسن، وبنسلفانيا، حيث تُحسم النتائج غالباً بفارق يقل عن 1%.
في حالات كهذه، حتى نسبة 3–5% من الأصوات قد تقلب المعادلة.
الجمهوريون في مأزق: قاعدة منقسمة وخطاب مشوش
الصراع بين ماسك وترامب لم يعد مجرد خلاف بين رجال أعمال، بل كشف عن هشاشة داخل الحزب الجمهوري، خاصة بعد أن بات بعض مرشحي 2024، الذين دعمتهم أموال ماسك، اليوم على قائمة أعدائه السياسيين.
الهجمات التي يشنها ماسك قد تُضعف الحزب الجمهوري من الداخل، وتخلق تنافساً يمينياً مزدوجاً في صناديق الاقتراع.
هل ينجح حزب ماسك؟ تجربة جديدة أم مصير مألوف؟
محاولات تشكيل حزب ثالث في أمريكا غالبًا ما تفشل، لكن ماسك يتمتع بعوامل مختلفة:
ثروة هائلة.
منصات تواصل مباشرة (مثل X).
شبكة تأثير إعلامي غير تقليدية.
ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة:
تسجيل الحزب في كل ولاية.
جمع التواقيع.
بناء هيكل تنظيمي فعّال.
الناخب الأمريكي: مستعد للتغيير… ولكن بتحفّظ
استطلاعات الرأي تُظهر أن حوالي 50% من الأمريكيين منفتحون على فكرة حزب ثالث، لكن عند التصويت الفعلي، تنخفض النسبة بشكل كبير.
استطلاع جامعة كوينيبياك:
17% فقط قد يصوتون لحزب يقوده ماسك.
الجمهوريون ضمن هذه النسبة يمثلون ضعف عدد الديمقراطيين.
ما يعني أن النجاح النظري قد لا يُترجم إلى نتائج فعلية على الأرض بسهولة.
الديمقراطيون متفائلون… ولكن بحذر
رغم أن النبرة العامة في الحزب الديمقراطي مطمئنة، فإن بعض الأصوات تحذّر من الاستهانة بماسك.
إذ أن قدرة الحزب الجديد على إرباك الحسابات في دوائر دقيقة تبقى واردة، حتى لو لم يفز بمقاعد مباشرة.
لكن حتى الآن، الموقف الرسمي يُلخصه تصريح رئيس الحزب الديمقراطي في جورجيا:
“كل ما يحمل اسم إيلون ماسك لن يُغري الناخب الديمقراطي… بل قد يُربك خصومنا أكثر.”
أقرأ أيضاً:
ترامب يعيد رسم خارطة التجارة العالمية: تحالفات متوترة تحت عباءة “حماية الاقتصاد”