سر تواجد رئيس الفيفا فى قمة شرم الشيخ للسلام حضور مفاجئ يثير التساؤلات

أثار ظهور جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، في قمة شرم الشيخ للسلام، اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والرياضية على حد سواء، حيث لم يكن متوقعاً أن يشارك مسؤول رياضي بهذا الحجم في قمة مخصصة لمناقشة سبل إنهاء الصراع في الشرق الأوسط ودعم جهود تحقيق السلام الإقليمي. هذا الحضور المفاجئ فتح الباب أمام تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في القضايا الإنسانية والسياسية الكبرى.
إنفانتينو ورسالة الرياضة للسلام
بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الدولية، جاء حضور إنفانتينو بدعوة رسمية من منظمي القمة، استناداً إلى قناعة بأن الرياضة، وعلى رأسها كرة القدم، قادرة على أن تكون جسراً للتواصل بين الشعوب المتنازعة. إنفانتينو أكد خلال كلمته أن “كرة القدم لا يمكنها أن تحل النزاعات الجيوسياسية، لكنها تستطيع أن تبعث برسالة سلام ووحدة بين الناس”، مشيراً إلى أن الفيفا على مدار تاريخه حاول أن يستخدم نفوذه من أجل تقريب وجهات النظر وتعزيز قيم الاحترام والتسامح.
دعم رمزي من الفيفا للجهود الإنسانية
مصادر مطلعة أكدت أن إنفانتينو حرص على التواجد في القمة بصفته “رمزاً دولياً”، وليس كممثل سياسي، في خطوة تهدف إلى إظهار دعم الفيفا للجهود الإنسانية في المنطقة. وجوده جاء متزامناً مع دعوات متزايدة داخل المجتمع الدولي لاستخدام تأثير الشخصيات الرياضية في الترويج للسلام، خاصة في ظل استمرار الصراع في غزة، وما خلفه من أزمات إنسانية كبرى. كما ناقش إنفانتينو مع عدد من القادة المشاركين إمكانية تنظيم فعاليات رياضية مشتركة لدعم ضحايا الحروب وإيصال المساعدات عبر مبادرات رياضية عالمية.
علاقته مع الأطراف الدولية
تسليط الضوء على علاقات إنفانتينو مع عدد من الزعماء الدوليين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أضاف بعداً آخر لتفسير وجوده في القمة. فالعلاقة الوثيقة التي تجمعهما منذ تنظيم كأس العالم 2026 بين أمريكا وكندا والمكسيك جعلت من إنفانتينو شخصية مقربة من الدوائر السياسية الأمريكية. لذلك، يرى بعض المراقبين أن حضوره إلى شرم الشيخ ربما تم بتنسيق غير مباشر مع الجانب الأمريكي لدعم المبادرات السلمية المطروحة في القمة.
كرة القدم كقوة ناعمة للسلام
خلاصة المشهد تؤكد أن تواجد رئيس الفيفا في قمة شرم الشيخ للسلام لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل جاء في إطار رؤية أوسع لاستخدام الرياضة كـ “قوة ناعمة” تسهم في تهدئة النزاعات ونشر قيم التعايش الإنساني. فالفيفا، باعتباره أكبر كيان رياضي في العالم، يسعى لإظهار أن كرة القدم قادرة على تجاوز حدود الملاعب لتصبح وسيلة للتقريب بين الشعوب في أوقات الانقسام والاضطراب.
وبذلك، يمكن القول إن حضور إنفانتينو في القمة منح الحدث بعداً رمزياً جديداً، يجمع بين الرياضة والسياسة في رسالة مفادها أن “السلام يمكن أن يبدأ من الملعب قبل أن يصل إلى قاعة المفاوضات”.



