مسلسل Sirens: سخرية اجتماعية نسائية مثيرة في خمس حلقات قصيرة ومكثفة

يبدو أن العديد من المسلسلات التلفزيونية الحديثة تتبع نغمة مشابهة لمسلسلات مثل The White Lotus أو Boiling Point، وربما حتى Yellowstone – رغم أنني لم أشاهد الأخير. قد تبحثون عن دليل لهذا الاتجاه، ولكن أليست هذه هي طبيعة النظريات نفسها؟

مسلسل Sirens: أجواء نخبوية وسخرية لاذعة

المسلسل الجديد Sirens، والمتوفر على نتفليكس بدءًا من 22 مايو، ينتمي بوضوح إلى نوعية دراما السخرية الاجتماعية المستوحاة من The White Lotus. تدور أحداثه خلال عطلة عيد العمال في شبه جزيرة “لويد نيك” بولاية نيويورك، حيث يجتمع نخبة من الضيوف في قصر فاخر على شاطئ البحر لحضور حفل خيري. تقوم بتنظيم الحفل منظمة لحماية الطيور الجارحة – وتشمل الصقور لا الديناصورات – تقودها شخصية اجتماعية مهووسة بالفخامة تُدعى “ميشايلا كيل”، التي تطالب بولاء تام ممن حولها.

ديفون تدخل المشهد وتفجر الأحداث

يتغير مزاج الحفل الراقي بوصول “ديفون”، نادلة تعيش حياة فوضوية، جاءت لإنقاذ شقيقتها “سيمون”، وهي مساعدة ميشايلا. تشعر ديفون أن أختها قد تعرضت لغسيل دماغ وتورطت في مؤامرة قتل، أو ربما عدة مؤامرات.

شخصية ميشايلا: بين الهيمنة والغرابة

ميشايلا، أو “كيكي” كما يسميها المقربون، تجسّد نوعاً من الهوس العاطفي والاستبداد الاجتماعي. هي امرأة لا تتردد في إخضاع من حولها، وتملك نفوذاً يصل إلى الشرطة نفسها. تردد عبارات غريبة مثل “Hey hey” ضمن طقوس تبدو أشبه بمحاولات دينية لاستحضار روح دجاجة من فيلم Moana.

سيمون: الأنثى المطيعة في قلب الفوضى

“ميلي ألكوك” تؤدي ببراعة دور “سيمون”، الفتاة الخاضعة تماماً لسلطة ميشايلا، لدرجة أنها تُكلف بأعمال شديدة الغرابة كتحضير مواقع دفن للطيور أو رش العطر على الملابس الداخلية، بل وكتابة رسائل حب نيابة عن الزوج.

ديفون: قلب المسلسل النابض بالفوضى

أما “ماجان فاهي”، التي تألقت سابقاً في The White Lotus، فتتألق بدورها كـ”ديفون”، الشخصية التي تمثل الفوضى المطلقة. تقضي أيامها بين السجن والعلاقات الغرامية المتنقلة، وتُعد واحدة من أكثر الشخصيات النسائية إثارة وتعقيداً على الشاشة حالياً.

جوليان مور: زعيمة طائفة بوجهين

تجسد “جوليان مور” دور إحدى “السيرينات”، وتحمل في شخصيتها حضوراً غامضاً ومخيفاً. اشتهرت مؤخراً بأدوار شريرة مثل دورها في May December، وهنا تلعب دور زعيمة طائفة تخفي خلف ابتسامتها المزيفة وعظات الصحة النفسية، عنفاً نفسياً عميقاً ومكبوتاً.

إخراج رفيع ومصدر مسرحي

المسلسل مأخوذ عن مسرحية للكاتبة “مولي سميث متزلر”، وتُخرج حلقاته الأولى المخرجة الحائزة على جائزة إيمي “نيكول كاسل”. ويشارك في البطولة “كيفن بيكون” بدور زوج ميشايلا، في تعاون ثانٍ ناجح بينهما.

جوهر العمل: علاقات نسائية متوترة وعميقة

بعكس The White Lotus الذي يستخدم طبقة من السخرية المصقولة لاستكشاف زمننا، يتعمق Sirens في العلاقات النسائية المربكة، خاصة تلك التي تجمع بين الرئيسات ومساعداتهن، والصراعات بين الأخوات، وتأثير الصدمات النفسية على علاقات الأمومة.

الخلاصة: متعة مكثفة في خمس حلقات

Sirens هو مسلسل مشوق، ساخر، وغني بالغموض. ومع كونه مكوناً من خمس حلقات فقط، فإنه يُعد خياراً مثالياً لمشاهدة سريعة وممتعة.