عربي وعالمي

النفوذ المتزايد لميلاينا ترامب على زوجها دونالد ترامب: شريك غير متوقع في اتخاذ القرارات

تاثير ميلاينا على ترامب وقدرتها على تغيير قرارات السياسيه

في ظل مرور ستة أشهر على بداية ولاية الرئيس الأمريكي الثانية، بدأت بعض الأوساط السياسية في بريطانيا تدرك أن عليها تغيير تركيزها بعيداً عن محاولة السيطرة على تصرفات الرئيس دونالد ترامب، إلى التركيز أكثر على زوجته، ميلاينا ترامب. ففي زيارة ترامب الأخيرة إلى المملكة المتحدة، اتضح أن ميلاينا أصبحت تعتبر أكبر مؤثر في قرارات زوجها السياسية، وهو ما أظهرته تحولات عدة في مواقف الرئيس بشأن القضايا الكبرى في السياسة الدولية. البعض في البيت الأبيض يعتقد أن ميلاينا هي من وراء تغيير موقف ترامب من غزة وروسيا، ويقولون إن الزوجة لها دور محوري في تعديل آراء ترامب حول العديد من القضايا الهامة.

التأثير الساكن: ميلاينا ترامب كمرشدة سياسية

 

على الرغم من أن ميلاينا تبتعد عن الأضواء غالباً، تفضل الابتعاد عن التصريحات العامة ولا تبرز في الأحداث السياسية كما يفعل زوجها، إلا أن قوتها السياسية أصبحت لا يمكن تجاهلها. في كتابها الذي لاقى شهرة كبيرة “ميلاينا”، وصفتها بعض الصحف بأنها “شخصية غير مهتمة بالشؤون السياسية”، مشيرة إلى سطحية اهتماماتها في مجال السياسة. لكن على مدار فترة رئاسة ترامب الثانية، بدأت تتضح ملامح الدور الذي تلعبه في مشورته واتخاذه لقراراته.

 

في مقابلة لها مع برنامج “Fox & Friends”، قالت ميلاينا إنها لا توافق دائماً على ما يقوله زوجها أو يفعله، ولكنها تقدم له نصائحها التي في بعض الأحيان يقبلها، وفي أحيان أخرى يرفضها. على الرغم من ذلك، يتضح أن تأثيرها في قراراته السياسية يكبر يوماً بعد يوم، خاصة في مسائل مثل سياسة الهجرة أو قضايا حقوق المرأة.

دور ميلاينا في تغيير مواقف ترامب حول القضايا الكبرى

 

من المواقف التي أبرزت دور ميلاينا في التأثير على زوجها كان موقفه المتحول بخصوص غزة. حيث كان ترامب قد اعترض على التصريحات السابقة حول أزمة الجوع في غزة، لكنه عاد ليقول إن الصور الموثقة للأوضاع في غزة “لا يمكن أن تكون مزورة”. قوبل ذلك بدعم من ميلاينا التي ترى أن الوضع في غزة “مؤلم للغاية”، وتشارك نفس الرأي مع غالبية النساء في الولايات المتحدة اللواتي يعتقدن بوجود أزمة جوع حادة في القطاع.

 

أيضًا، خلال محادثات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب في أوكرانيا، اعترف ترامب بأن ميلاينا كانت وراء إعادة التفكير في مواقفه. بعد مكالمة مع بوتين، قالت ميلاينا له: “هل تعلم أن هناك مدينة أخرى تعرضت للقصف؟”. هذا الموقف دفع ترامب إلى إعادة النظر في تصريحاته السابقة عن بوتين، مما أظهر التأثير العميق الذي تتمتع به زوجته.

 

الدبلوماسية الأمريكية: تغيير في النهج بفضل ميلاينا

 

الدور الذي تلعبه ميلاينا ترامب يتجاوز التأثير على قرارات زوجها في القضايا السياسية فقط، بل يمتد إلى ساحة الدبلوماسية الأمريكية. في فترة رئاسة ترامب الثانية، أصبحت الدبلوماسية الأمريكية أكثر ارتجالية وتعتمد على التواصل المباشر بين الرئيس وبعض الشخصيات القريبة منه، بما في ذلك ميلاينا. هذا التحول في الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرارات يضع المسؤولين الأمريكيين في مأزق صعب، حيث أنهم لا يستطيعون التنبؤ بتوجهات الرئيس بسهولة كما في السابق.

المراقبون في لندن وبعض الدول الأوروبية أدركوا هذا التحول وبدأوا في تعديل استراتيجياتهم في التعامل مع الإدارة الأمريكية الحالية. ففي السابق كان التركيز على المفاوضات الرسمية مع ترامب وفريقه، ولكن الآن أصبح من الضروري أخذ ميلاينا في الحسبان كعامل مؤثر في التوجهات السياسية للرئيس.

 

التركيز على القضايا الإنسانية: دور ميلاينا في تقديم المشورة

 

بالرغم من غياب ميلاينا عن كثير من الأنشطة السياسية التقليدية التي تشارك فيها زوجات الرؤساء، مثل زيارات الدول أو الظهور في الأحداث العامة، إلا أن لها دورًا كبيرًا في معالجة القضايا الإنسانية. فقد أعربت عن رأيها في العديد من القضايا، مثل حقوق الأطفال في غزة والأزمة الإنسانية في أوكرانيا. وأدت هذه الآراء إلى تغييرات ملموسة في مواقف ترامب. في إحدى المقابلات، تحدثت عن معاناة الأطفال في الحرب الأوكرانية، وهو ما دفع ترامب إلى أخذ موقف أكثر حيادية في علاقاته مع بوتين.

 ميلاينا ترامب… شريك غير تقليدي في السياسة

 

رغم الصورة التي تم رسمها لميلاينا ترامب كمجرد زوجة رئيس، إلا أن تأثيرها على السياسة الأمريكية أصبح واضحًا ومتزايدًا. فهي ليست فقط من تقدم النصح لزوجها في الأمور اليومية، بل أصبحت عنصرًا مؤثرًا في صياغة مواقف الولايات المتحدة في الساحة الدولية. وفي ضوء هذا التحول، بدأت العديد من الدوائر السياسية في الولايات المتحدة والعالم في إعادة تقييم الدور الذي تلعبه ميلاينا في اتخاذ القرارات الكبرى التي تؤثر على العالم.

إقرأ ايضَا…

العزيمة والعمل المستمر طريقك للنجاح رغم الإحباطات والضغوط والتحديات اليومية القاسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى