قرب الإفراج عن رهائن من غزة وسط مساعٍ لهدنة لمدة 60 يومًا
وسط تحركات قطرية وزيارة سرية لرئيس الموساد إلى واشنطن.. ترامب يراهن على إنجاز دبلوماسي في غزة يدعم ترشيحه لنوبل

في وقت تتسارع فيه الجهود الدولية للوصول إلى هدنة مؤقتة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عشرة رهائن إضافيين سيتم الإفراج عنهم من قطاع غزة “قريبًا جدًا”. التصريحات تأتي ضمن مساعي واشنطن لإتمام اتفاق تهدئة يستمر لشهرين، في ظل مباحثات معقدة تقودها قطر ويشارك فيها جهاز الموساد الإسرائيلي.وفقَا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانيه
ترامب: “معظم الرهائن عادوا.. والبقية قريبًا”
خلال مأدبة عشاء جمعته بمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، قال ترامب: “لقد استعدنا معظم الرهائن، وسنستعيد عشرة آخرين قريبًا جدًا، ونأمل أن ننتهي من هذا الملف بسرعة”. كما أثنى على المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، واصفًا إياه بـ”الرائع”، في إشارة إلى دوره في التفاوض على الصفقة.
الاتفاق الحالي بين إسرائيل وحماس يشمل الإفراج عن عشرة رهائن، إلى جانب تسليم رفات 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
موساد في واشنطن.. وخطط للترحيل الجماعي؟
في تطور لافت، كشفت منصة أكسيوس أن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، زار واشنطن هذا الأسبوع بهدف حشد دعم أميركي لخطط إسرائيلية مثيرة للجدل تهدف إلى إعادة توطين مئات الآلاف من سكان غزة خارج القطاع. وبحسب التقرير، ناقش برنياع مع ويتكوف إمكانية نقل فلسطينيين إلى دول مثل إثيوبيا، إندونيسيا، وليبيا — وهي مقترحات أثارت تحفظًا دوليًا واسعًا في السابق.
اقرا أيضاً :
مونزو… من تطبيق محبوب إلى بنك يبحث عن الولاء الحقيقي
ترامب يبحث عن “نوبل” وسلام في الشرق الأوسط
منذ بداية يوليو، ألمح ترامب عبر منصته Truth Social إلى أن إسرائيل وافقت على “الشروط اللازمة” لإبرام هدنة لمدة 60 يومًا، وهو ما اعتبره إنجازًا دبلوماسيًا قد يدعم ترشيحه المحتمل لجائزة نوبل للسلام. وفي هذا السياق، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، بتقديم نسخة من رسالة وجهها إلى لجنة نوبل يرشح فيها ترامب للجائزة.
موقف حماس: تهدئة مؤقتة أو لا شيء
رغم الانفتاح النسبي في مواقف الطرفين، لا تزال حركة حماس تلوّح بالعودة إلى مطالبها الأصلية. فقد صرّح متحدث باسم جناحها العسكري لوكالة رويترز بأن الحركة تفضل التوصل إلى هدنة مؤقتة في الحرب، لكنها قد تعود للمطالبة بـ”صفقة “شاملة” تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وإنهاء الحصار، والبدء في إعادة إعمار القطاع، إذا فشلت المفاوضات الجارية حاليًا.
قطر وسيط محوري في الظل
وراء الكواليس، تواصل قطر لعب دور الوسيط بين الطرفين عبر مفاوضات غير مباشرة، مدعومة من واشنطن ومراقبة من أطراف إقليمية، في محاولة لتثبيت التهدئة وتجنب انهيارها قبل أن تبدأ.
خاتمة: تهدئة محفوفة بالتناقضات
في الوقت الذي يتحدث فيه ترامب عن خطوات إيجابية في ملف الرهائن وإبرام هدنة قريبة، تتكشف على السطح مواقف إسرائيلية مثيرة للجدل، مثل نوايا الترحيل الجماعي للفلسطينيين، ومطالب حماس المتصاعدة، مما يجعل مسار التهدئة هشًا ومعرضًا للانهيار في أي لحظة. فهل تنجح إدارة ترامب في كسب رهاناتها السياسية والدبلوماسية في غزة؟ أم أن الحقائق على الأرض ستفرض مسارًا أكثر تعقيدًا مما يتصور؟
اقرا أيضاً:
نتنياهو يتمسك بالسلطة على حساب الدماء: الحرب في غزة رهينة طموح سياسي