ترامب يؤكد تدمير البرنامج النووي الإيراني والجمهوريون يشككون ولا يقتنعون تمامًا
انقسام الجمهوريين حول تصريحات ترامب بشأن إيران

غادر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مؤتمرًا صحفيًّا بعد ظهر اليوم حول الضربات الجوية الأمريكية في إيران، دون أن يبدوا استعدادًا كاملاً لتأييد تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن البرنامج النووي الإيراني قد تم «تدميره بالكامل».
مواقف متحفظة رغم الإشادة بالضربات
خلال الـ36 ساعة الماضية، كرر ترامب ومسؤولون كبار في إدارته هذا الادعاء بإصرار شديد. ومع ذلك، بعد سماع تقييم الأضرار من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، عبّر بعض الجمهوريين عن مواقف أكثر تحفظًا، رغم إشادتهم بنجاح الضربات. قال السيناتور جون كورنين (جمهوري – تكساس) للصحفيين بعد الإحاطة: «لا أعتقد أن أي شخص ذهب ميدانيًّا لتقييم حجم الأضرار».
شكوك الديمقراطيين وردود الجمهوريين
وعند سؤاله عمّا إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد تأخر لبضعة أشهر، أو لعدة سنوات، أو تم تدميره بالكامل كما ادعى ترامب، أجاب السيناتور كيفن كريمر (جمهوري – داكوتا الشمالية): «كل هذه الأوصاف صحيحة». وأضاف: «الجميع يصفونه بطرق مختلفة: تراجع، تدمير، تقليص كبير… كلها صحيحة، حسب كيفية استخدام المصطلحات».
من جهتهم، أبدى بعض الديمقراطيين شكوكهم بعد الإحاطة المغلقة. فقد صرّح زعيم الأقلية تشاك شومر أنه لم يحصل على «إجابات مُرضية» بشأن تدمير القدرات النووية الإيرانية.
تفاصيل العملية العسكرية ومواقف مختلفة
ورغم عدم تأكد كورنين وآخرين من مدة تأخير البرنامج الإيراني، إلا أنهم أثنوا على الضربات بوصفها ضربة كبرى لقدرات إيران النووية. قال السيناتور جون هوفين (جمهوري – داكوتا الشمالية): «انطباعي قبل الإحاطة وبعدها أن البرنامج تعرض لأضرار جسيمة، سواء استمر ذلك لعام أو لعدة أعوام، لقد تضرر بشدة». وأضاف السيناتور مايك راوندز (جمهوري – داكوتا الجنوبية): «القوات نفذت المهمة كما خُطط لها، والذخائر أدت عملها بدقة، وكانت النتائج كما توقّعنا».
الجدل حول التقييم الاستخباراتي ورد الإدارة
عُقدت الإحاطة السرية بحضور وزير الدفاع بيت هيغسث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، بعد أيام من شكاوى المشرعين من عدم إبلاغ الكونغرس مسبقًا بالهجوم المفاجئ يوم السبت. وجاء ذلك أيضًا بعد تسريب تقييم أولي للاستخبارات الأمريكية يتناقض مع تأكيدات الإدارة بأن الهجوم قضى تمامًا على برنامج إيران النووي.
مواقف وتصريحات إضافية
تغيّبت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، عن الإحاطة، بعدما هاجمها ترامب علنًا بسبب شهادتها أمام الكونغرس في مارس، حيث قالت إن إيران لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي. وأشار السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي – كونيتيكت) إلى أن غيابها كان بسبب «خلاف مع الحاضرين»، موضحًا أن خلافها السابق كان حول المدة التي تحتاجها إيران لتطوير سلاح نووي قبل الضربات.
من جانبه، دعم السيناتور الجمهوري المتشدد ليندسي غراهام، حليف ترامب المقرب، التحليل القائل بتدمير المواقع النووية المستهدفة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن مخزون إيران من اليورانيوم وقدرتها على إعادة بناء برنامجها. قال غراهام: «تم تدميرهم اليوم، لكن يمكنهم إعادة البناء»، مضيفًا: «السؤال الأهم: هل قضينا على رغبتهم في امتلاك السلاح النووي؟». وتابع: «لا أريد أن يظن الناس أن المواقع لم تتضرر، بل تضررت بشدة. لكن هذا لا يعني أن المشكلة قد حُلت».
تفاصيل العملية وردود الفعل الإعلامية
شنت الولايات المتحدة عملية «مطرقة منتصف الليل» ليلة السبت، مستهدفة ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران لتعطيل قدرتها على تطوير سلاح نووي. شارك في العملية سبع طائرات شبح B-2 وغواصة صواريخ، في أول استخدام قتالي للقنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57، حيث أُسقطت 14 قنبلة على موقع فوردو ومواقع أخرى.

سارع ترامب إلى إعلان «التدمير التام» للمنشآت النووية الرئيسية في إيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكرر هو ومسؤولوه هذه الرسالة، بينما نفوا تقييم وكالة استخبارات الدفاع (DIA) الذي أفاد بأن المكونات الأساسية ما زالت سليمة وأن مخزون اليورانيوم نُقل قبل الضربة.
اقرأ أيضاً
«إبادة» أو لا، الجمهوريون في مجلس النواب يؤكدون أن الضربات ضد إيران كانت انتصارًا دبلوماسيًا
مواقف الكونغرس وخطط تشريعية
خلال مؤتمر صحفي في وقت سابق الخميس، لم ينكر هيغسث نتائج التقييم، لكنه وصفها بأنها «غير موثوقة» واتهم الإعلام بالمبالغة. وقال إن التقرير سُرّب لـ«تشويه الحقائق».
أشاد الديمقراطيون بالإحاطة، رغم انتقاداتهم السابقة لترامب بسبب عدم إبلاغ الكونغرس. قال السيناتور كريس كونز (ديمقراطي – ديلاوير): «كانت إحاطة بناءة وموضوعية». وقال السيناتور مارك كيلي (ديمقراطي – أريزونا): «كانوا صريحين وأجابوا عن أسئلتنا، دون أي مواجهات، وكانت الإحاطة مفيدة».
وقال السيناتور جون فيترمان (ديمقراطي – بنسلفانيا)، المؤيد الأكبر للضربات بين الديمقراطيين: «مع مرور الوقت، سنعرف أكثر، لكن ما نعرفه حتى الآن يؤكد حدوث أضرار كبيرة».
رغم ذلك، يواصل الديمقراطيون الضغط من أجل التصويت على قانون يمنع ترامب من اتخاذ أي إجراءات عسكرية جديدة ضد إيران دون موافقة الكونغرس. قد يصوّت مجلس الشيوخ الخميس على مشروع قانون يطرحه السيناتور تيم كين (ديمقراطي – فيرجينيا)، رغم أن إقراره في مجلس النواب يبقى غير مؤكد. قال شومر: «أي شخص حضر هذه الإحاطة، إذا كان صادقًا مع نفسه… سيدرك أنه يجب تطبيق قانون صلاحيات الحرب وإلزام الإدارة بتقديم ردود واضحة وخطة متماسكة على الفور».