سيارات ومحركات

ليتن الأمريكية تستحوذ على أصول “نورثفولت” المنهارة: خطة لإنقاذ الحلم الأوروبي في البطاريات

خطة لإنقاذ الحلم الأوروبي في البطاريات

أعلنت شركة “ليتن” (Lyten)، الناشئة في قطاع البطاريات ومقرها كاليفورنيا، عن استحواذها على الأصول الرئيسية لشركة “نورثفولت” السويدية بعد إفلاسها، في خطوة لافتة تهدف إلى إحياء مصنعها الضخم في شمال السويد ومركزها البحثي، بالإضافة إلى خطط توسعية في ألمانيا وكندا. الصفقة، التي وُصفت بأنها تمت بسعر “منخفض للغاية” دون الكشف عن قيمتها، تمثل تحركًا أمريكيًا طموحًا للاستفادة من انهيار أحد أكبر المشاريع الأوروبية في قطاع البطاريات، والذي كان يأمل أن يكون درع القارة ضد هيمنة الصناعة الصينية.

 

رؤية جديدة تتجاوز السيارات الكهربائية

 

على عكس نموذج “نورثفولت” الذي ركز على بطاريات السيارات الكهربائية، تسعى “ليتن” إلى تنويع إنتاجها لخدمة قطاعات متعددة مثل الطائرات المسيّرة ومراكز البيانات. هذه الاستراتيجية، كما يوضح الرئيس التنفيذي دان كوك، تهدف إلى تجنب الإخفاقات التي واجهت الشركات الأوروبية، وتقديم نموذج تصنيع أكثر مرونة ومتانة. “ليتن” تعتمد في تقنيتها على بطاريات الليثيوم-كبريت، وهي أرخص إنتاجًا وتوفر كثافة طاقة أعلى مقارنة بتقنية الليثيوم-أيون التقليدية، ما يمنحها ميزة تنافسية واضحة في السوق العالمي شديد التنافسية.

 

استثمار في السيادة الصناعية والأمن الطاقي

 

بحسب كوك، فإن الاستحواذ لا يقتصر على البعد التجاري فقط، بل يحمل أبعادًا استراتيجية تتعلق بالأمن القومي وأمن الطاقة في الولايات المتحدة وأوروبا. المصنع الموجود في مدينة “شيليفتيو” قرب الدائرة القطبية الشمالية، ومركز الأبحاث في “فاستيراس”، والموقع المخطط له في مدينة “هايد” الألمانية، جميعها تعتبر مكونات رئيسية لبناء سلسلة إمداد محلية مستقلة عن آسيا. الشركة التي تضم مستثمرين كبار مثل ستيلانتيس، فيديكس، هانيويل، وماكينزي، تسعى الآن إلى إعادة توظيف العديد من موظفي “نورثفولت” السابقين، وبناء علاقات جديدة مع عملائها، ومنهم أودي، بورشه، وشركة سكانيا للشاحنات.

 

الطموح الكندي حاضر والاستراتيجية متواصلة

 

لم تتوقف طموحات “ليتن” عند أوروبا، إذ تجري الشركة محادثات مع السلطات الكندية حول المضي قدمًا في خطط “نورثفولت” لإنشاء مصنع بطاريات في مقاطعة كيبك. كما سبق أن استحوذت في يوليو الماضي على مصنع لتخزين الطاقة تابع لـ”نورثفولت” في بولندا، ضمن خطة توسع تم دعمها بجولة تمويلية قدرها 200 مليون دولار. كل هذه التحركات تؤكد توجهًا أمريكيًا قويًا لفرض وجود استراتيجي في سوق الطاقة النظيفة عبر الاستحواذ الذكي على مشاريع أوروبية تعثرت إداريًا أو ماليًا.

 

هل يُكتب النجاح حيث فشلت أوروبا؟

 

تفاصيل انهيار “نورثفولت” تشير إلى مشاكل إدارية ومشكلات في المعدات الصينية المستخدمة، إلى جانب تشتت تركيزها بسبب التوسع المفرط في أكثر من دولة دون استقرار إنتاجي في المصنع الأم. ورغم أن الإدارة الجديدة تمكنت قبل الإغلاق من رفع كفاءة الإنتاج إلى مستويات مقبولة، فإن الإفلاس أوقف كل شيء. “ليتن”، بحسب كوك، ترى فرصة في مواصلة ما بدأته “نورثفولت” ولكن بنهج أكثر تركيزًا وانضباطًا، قد يثبت أن ما فشلت فيه أوروبا يمكن أن تنجح فيه الولايات المتحدة، عبر رأس المال الخاص والابتكار التقني المدعوم سياسيًا.

إقرأ ايضَا…

ترامب يستعد لإعلان مرتقب في البيت الأبيض وسط توقعات بفرض رسوم جمركية جديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى