السعودية تدين تصريحات نتنياهو بشأن التهجير: انتهاك صارخ للقانون الدولي

أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا شديد اللهجة، عبر وزارة الخارجية، أدانت فيه بشدة التصريحات المتكررة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمتعلقة بسياسات تهجير الفلسطينيين، لا سيما تلك التي تشير إلى استخدام معبر رفح كأداة لفرض واقع التهجير القسري على الشعب الفلسطيني.
الرياض: استخدام الحصار والتجويع لترهيب المدنيين “جريمة إنسانية”
البيان السعودي وصف هذه التصريحات والممارسات بأنها انتهاك جسيم للقوانين والمبادئ الدولية وخرق لأبسط المعايير الإنسانية. وأشارت المملكة إلى أن استخدام الحصار والتجويع كسلاح سياسي وأداة ضغط على السكان المدنيين يعد جريمة لا يمكن السكوت عنها، معتبرة أن هذه الممارسات تهدف إلى إفراغ الأرض من أهلها ضمن سياسة ممنهجة للتهجير القسري
دعم سعودي كامل للموقف المصري
في موقف يعكس تطابق الرؤية بين الرياض والقاهرة، أكد بيان الخارجية السعودية على دعم المملكة الكامل للأشقاء في مصر، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها القاهرة نتيجة الضغوط الإسرائيلية فيما يتعلق بمعبر رفح. وأثنت المملكة على الجهود المصرية في منع عمليات التهجير الجماعي عبر حدودها، وحرصها على وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية.
دعوة لتدخل دولي حاسم
البيان السعودي لم يكتف بالإدانة، بل دعا إلى تحرك دولي عاجل، مطالبًا الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية. وشددت المملكة على ضرورة وقف السياسات الإسرائيلية العدوانية، والتي لا تهدد الفلسطينيين وحدهم، بل تقوّض استقرار المنطقة بأسرها.
رفض قاطع لأي تهجير.. مهما كانت الذرائع
أوضحت السعودية أنها ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم “بغض النظر عن الذرائع المقدمة”، مشيرة إلى أن هذا النهج لا يمكن تبريره تحت أي غطاء أمني أو سياسي. كما أكدت على أن مثل هذه الممارسات تُعد تطهيرًا عرقيًا مستترًا يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني.
دعوة لمحاسبة الاحتلال على جرائم الإبادة والانتهاكات
وجددت المملكة في بيانها مطالبتها بمحاسبة سلطات الاحتلال على ما وصفته بـ”جرائم الإبادة والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين”، مشيرة إلى أن غياب المحاسبة يشجع على تكرار الجرائم ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد. وطالبت بـتحقيق دولي مستقل لتوثيق هذه الجرائم ومساءلة مرتكبيها
تجسيد الدولة الفلسطينية: الضمان الوحيد للاستقرار
في ختام البيان، شددت السعودية على أن تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا عبر تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة واستقرارها، ووقف دوامة العنف والاحتلال.
خلاصة: موقف حازم يعكس تحوّلًا في الخطاب الإقليمي
بهذا البيان، تواصل السعودية تأكيد موقفها المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها الواضح لأي محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين. كما يعكس البيان نبرة أكثر حدة وحزمًا في التعامل مع السياسات الإسرائيلية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة ونداءات واسعة من الشعوب العربية لوقف المجازر والانتهاكات.