الركلات الحرة المباشرة في الدوري المصري

شهد الدوري المصري الممتاز في موسمه الحالي 2025/26 واحدة من الظواهر اللافتة للنظر على المستوى الفني والإحصائي، وهي ندرة الأهداف المسجلة من الركلات الحرة المباشرة. فرغم مرور عدة جولات حتى الآن، وصل عدد الركلات الحرة المنفذة إلى 80 ركلة، سددها أكثر من 50 لاعبًا من مختلف الأندية، إلا أن الحصيلة النهائية لم تُسفر سوى عن هدف وحيد فقط.
الهدف الوحيد جاء عن طريق المغربي أشرف بن شرقي، جناح النادي الأهلي، الذي نجح في تسجيله من أول محاولة له خلال مباراة فريقه أمام كهرباء الإسماعيلية. هذا الإنجاز لم يكن عاديًا، حيث أكد مرة أخرى القدرات الفنية الخاصة لبن شرقي، الذي يتمتع بمهارة عالية في التسديد من المسافات المختلفة، إضافة إلى شخصيته الكبيرة في المواقف الحاسمة. وقد أعاد هذا الهدف إلى الأذهان مهارات بعض النجوم الذين اشتهروا بتخصصهم في تنفيذ الكرات الثابتة عبر تاريخ الدوري.
أسباب قلة نجاح الركلات الحرة هذا الموسم
1. التحضير الدفاعي الجيد: معظم حراس المرمى ومدافعي الدوري المصري أصبحوا أكثر وعيًا بطريقة تنظيم الحائط البشري وقراءة اتجاه الكرة، وهو ما يقلل من فرص التسجيل.
2. افتقاد المنفذين المتخصصين: رغم وجود لاعبين أصحاب مهارة عالية، إلا أن القليل فقط يمتلك القدرة على التسديد الدقيق والقوي في نفس الوقت.
3. العامل النفسي والضغط الجماهيري: غالبًا ما يشعر اللاعب بضغوط إضافية أثناء تسديد الركلات الحرة، خصوصًا في المباريات الجماهيرية، ما يؤدي إلى ارتباك وفقدان التركيز.
4. التفاوت في جودة أرضيات الملاعب: يؤثر أحيانًا على طريقة ارتكاز الكرة وانطلاقها، وبالتالي على دقة التنفيذ.
الدلالات الفنية
الرقم الحالي (80 محاولة بهدف وحيد) يُظهر أن نسبة النجاح ضعيفة جدًا مقارنة ببعض الدوريات العالمية، التي تشهد معدلًا أكبر في التسجيل من الكرات الثابتة.
الأهلي استفاد من خبرات بن شرقي ليحصد أفضلية هجومية إضافية من خارج منطقة الجزاء، وهو ما يمنحه تنوعًا في أسلحته الهجومية.
قد يدفع هذا الأمر الأجهزة الفنية للأندية إلى التركيز أكثر على التدريبات الخاصة بتنفيذ الركلات الحرة، سواء من حيث الدقة أو التنويع في طرق التسديد.
وبشكل عام، تبقى الركلات الحرة واحدة من أهم الأسلحة الهجومية في كرة القدم الحديثة، وإذا أراد الدوري المصري أن يُطور من مستواه الفني ويقترب من المدارس الأوروبية، فعلى الأندية أن تمنح اهتمامًا أكبر لهذه الجزئية، التي قد تُغير نتائج مباريات كاملة بل ومسار بطولات أحيانًا.