عربي وعالمي

استقاله وزير الخارجية الهولندي بعد فشل فرض عقوبات على إسرائيل

 

في خطوة تعكس عمق الانقسامات داخل الحكومة الهولندية المؤقتة، أعلن وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب استقالته عقب إخفاق مجلس الوزراء في التوصل إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات مشددة على إسرائيل. القرار جاء وسط ضغوط شعبية متصاعدة في الشارع الهولندي وموجة تنديد دولية بمخططات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، في وقت يصف فيه خبراء أمميون الوضع الإنساني في غزة بأنه “مجاعة من صنع الإنسان”. الاستقالة لم تهز فقط موقع وزارة الخارجية، بل فتحت الباب أمام مزيد من الارتباك داخل تحالف حكومي هش ينتظر انتخابات مبكرة خلال أسابيع.

فشل التوصل لاتفاق داخل الحكومة

شهدت جلسة الحكومة الهولندية مساء الجمعة خلافات حادة حول تبني إجراءات عقابية ضد إسرائيل، لتنتهي دون اتفاق، وهو ما دفع فيلدكامب إلى الاستقالة. وزير الخارجية أقر بأنه “لم يعد قادرًا على اتخاذ خطوات إضافية ذات معنى” في ظل الانقسامات.

موقف حزب العقد الاجتماعي الجديد

إلى جانب استقالة الوزير، أعلن أعضاء حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) انسحابهم من اجتماع الحكومة، متهمين شركاءهم في التحالف – حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحركة المزارعين المواطنين (BBB) – بعدم الاعتراف بخطورة الوضع في غزة ورفضهم اتخاذ إجراءات ملموسة.

ضغوط شعبية متزايدة

الاستقالة جاءت على خلفية احتجاجات ضخمة شهدتها هولندا خلال الأشهر الماضية. ففي يونيو، شارك ما بين 100 و150 ألف متظاهر في لاهاي، في أكبر تظاهرة تشهدها البلاد منذ عقدين، للمطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف الحرب على غزة.

التحركات الدبلوماسية السابقة

الهولندا كانت قد اتخذت بالفعل بعض الخطوات الرمزية، بينها منع دخول الوزيرين الإسرائيليين المتشددين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في يوليو. كما انضمت إلى 20 دولة أخرى للتنديد بخطط بناء مستوطنة إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية تضم 3400 وحدة سكنية.

استقالة في وقت حساس

فيلدكامب، الذي شغل منصب سفير سابق لإسرائيل، شدد في بيانه الوداعي على أن العالم يعيش مرحلة “توترات جيوسياسية غير مسبوقة، حيث تصبح الدبلوماسية أكثر أهمية من أي وقت مضى”. استقالته جاءت بعد يوم واحد فقط من تحذيرات خبراء أمميين من أن المجاعة في غزة تهدد بارتفاع أعداد الوفيات بشكل هائل.

تداعيات على الحكومة المؤقتة

استقالة الوزير تزيد من هشاشة الحكومة المؤقتة التي تتولى إدارة البلاد منذ يونيو، بعد انسحاب حزب الحرية بزعامة غيرت فيلدرز من التحالف، ما أدى إلى انهيار الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة مقررة في 29 أكتوبر المقبل.

اقرا ايضا

مقاهي نيويورك تستعد لارتفاع أسعار القهوة بسبب رسوم ترامب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى