البابا ليون يعيد الحياة إلى المقر البابوي الصيفي في كاستل غاندولفو 2025
قرار البابا الأمريكي ليون بقضاء عطلته الصيفية في كاستل غاندولفو يعيد الروح الاقتصادية والدينية للبلدة الإيطالية بعد انقطاع دام أكثر من عقد

بعد أكثر من 12 عامًا من الغياب، يعود المقر البابوي الصيفي في كاستل غاندولفو لاستقبال البابا من جديد، مع اختيار البابا الجديد ليون قضاء عطلته الصيفية في القصر الواقع على ضفاف بحيرة ألبانو، ليعيد للبلدة الصغيرة مكانتها الروحية والاقتصادية التي افتقدتها منذ قرار البابا فرنسيس عدم استخدام المقر منذ عام 2013.
شعور بالخسارة… وآمال جديدة
سكان البلدة، الذين شبّهوا غياب البابا بـ”الطلاق”، عاشوا سنوات من الشعور بالتهميش. ومع تحوّل القصر لمتحف عام في عهد فرنسيس، ظل الحنين إلى وجود البابا حيًا في قلوبهم.
وتقول آنا، صاحبة أحد المتاجر: “غيابه كان كالسكوت بعد تراتيل الأحد”. لكن مع وصول البابا ليون في يوليو 2025، عادت البسمة لسكان البلدة.
انتعاش اقتصادي وروحي بقدوم البابا ليون
رئيس البلدية ألبيرتو دي أنجيليس صرّح بأن القرار يحمل رسالة قوية مفادها أن البابا يستمع لرغبة الناس.
ومع اقتراب موعد الإقامة، بدأت المتاجر في إعداد تذكارات جديدة، وإن كان البابا ليون يفضل عدم طباعة وجهه على الأكواب أو الشموع، احترامًا لرمزية المنصب.
تقليد يعود لجذوره في القرن الـ16
بدأت علاقة الفاتيكان بكاستل غاندولفو عام 1596، وأصبحت ملاذًا صيفيًا رسميًا منذ ثلاثينيات القرن السابع عشر.
وطوال قرون، ظل هذا التقليد قائمًا حتى توقفه في عهد فرنسيس. والآن، يعيده البابا ليون إلى الواجهة، بتوجه عصري محافظ على التراث.
“البابا الرياضي”: بين العطلة والعمل
رغم أن الزيارة تحمل طابعًا صيفيًا، إلا أن البابا لن يتوقف عن أداء مهامه. وفقًا لكاهن الرعية، الأب تاديوش روزموس، سيستمر البابا في إقامة الصلوات وربما كتابة وثائق كنسية.
وكما جُهز ملعب التنس ليواكب شغفه الرياضي، مع بناء مقر إقامة جديد خاص به ضمن أراضي القصر، بينما يظل القصر الرئيسي مفتوحًا للزوار.
توازن بين التقاليد والانفتاح
عودة البابا ليون تعكس رؤية متوازنة بين احترام الموروث البابوي والانفتاح على تطلعات الحاضر. سكان كاستل غاندولفو لا يحتفلون فقط بقدوم “زائر رفيع”، بل باستعادة جزء من هويتهم. وكما قال كاروزي: “نحن لا نطلب المستحيل، فقط أن يعود الأب إلى البيت”.
البابا يعود والبلدة تتنفس
زيارة البابا ليون ليست فقط رحلة استجمام، بل هي رسالة حب للمكان وسكانه. في هذه العودة، تستعيد كاستل غاندولفو مكانتها كـ”بلدة البابا”، وتمنح البابا الجديد فرصة لاكتشاف التوازن بين المسؤولية والهدوء… وبين التاريخ والطبيعة.