مركز السيطرة على الأمراض في أزمة: من هم كبار المسؤولين الذين استقالوا أو أُجبروا على المغادرة؟
تشهد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة هزة غير مسبوقة تهدد استقرارها القيادي وثقة الرأي العام بها. فخلال أيام معدودة، تصاعدت أزمة داخلية بعد إقالة المديرة الجديدة سوزان موناريز على خلفية خلافات حول سياسة اللقاحات، الأمر الذي دفع أربعة من كبار المسؤولين إلى تقديم استقالاتهم احتجاجًا على ما وصفوه بتسييس العلم وتهميش دور الخبراء. الأزمة تطرح تساؤلات حول مستقبل الوكالة الصحية الأبرز في البلاد في وقت حساس يشهد فيه العالم مخاطر صحية متزايدة.
إقالة تفجّر صراعًا في قلب CDC
تفاقم النزاع حول إقالة سوزان موناريز، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، حيث أكد محاموها أنها لن تغادر منصبها إلا إذا تدخّل الرئيس بنفسه.
وقد أُقيلت موناريز رسميًا مساء الأربعاء عقب مواجهة حادة حاول خلالها وزير الصحة الأميركي، روبرت إف. كينيدي جونيور، إبعادها عن منصبها، وفق ما أعلن البيت الأبيض. لكن محاميها ردّ بأن موكلته لا تنوي الاستقالة.
خلاف سياسي يهدد سياسة اللقاحات
وبما أنها صودق على تعيينها من قِبل مجلس الشيوخ – بخلاف المدراء السابقين للمركز – فإن موناريز تخضع مباشرة لإرادة الرئيس، ما يعني أن كينيدي وحده ربما لا يمتلك سلطة إقالتها.
موناريز، وهي خبيرة في الأمراض المعدية، أدت اليمين أمام كينيدي قبل شهر واحد فقط، لكنها سرعان ما اصطدمت معه حول سياسة اللقاحات، بحسب مصادر مطلعة. وقد تسببت إقالتها في استقالة أربعة من كبار قادة الـCDC فجأة، على ما يبدو بسبب استيائهم من نهج كينيدي في التعامل مع اللقاحات وأسلوب إدارته.
سوزان موناريز: مديرة تواجه العزل من أعلى سلطة
موناريز ميكروبيولوجية تحمل بكالوريوس وماجستير ودكتوراه من جامعة ويسكونسن. انضمت إلى الـCDC كنائبة أولى للمدير في يناير 2025، وتولّت لفترة وجيزة منصب المديرة بالوكالة، قبل أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينها كمديرة رقم 21 للوكالة في 31 يوليو، لتصبح أول مديرة بلا شهادة طب وأول من يتم تثبيتها بموجب قانون 2023.
في 27 أغسطس أُقيلت بسبب خلافات حول سياسة اللقاحات، ويؤكد فريقها القانوني أن هذه الإقالة غير قانونية لأنها من صلاحيات الرئيس فقط.
ديبرا هوري: استقالة احتجاجية على تسييس الوكالة
هوري طبيبة تخرجت من جامعتي إيموري وتولان، وعملت كطبيبة طوارئ وقادت عدة منشآت طبية وأكاديمية في أتلانتا. استقالت أواخر أغسطس 2025 بعد إقالة موناريز، مشيرة إلى تفشي المعلومات المضللة عن اللقاحات، وخفض الميزانية المرتقب، والتدخلات السياسية التي قالت إنها قوّضت مهمة الوكالة.
ديميتري داسكالاكيس: يفضح التلاعب بالبيانات
داسكالاكيس، طبيب صحة عامة بارز في برامج الوقاية من فيروس HIV والتطعيمات، قاد المركز الوطني للتحصين والأمراض التنفسية منذ 2020.
حصل على شهادة الطب من جامعة نيويورك وأكمل تدريبه في جامعة هارفارد عام 2003.
استقال في 28 أغسطس، ونشر رسالة اتهم فيها الإدارة بتدخل سياسي وتلاعب بالبيانات وتراجع النزاهة العلمية.
دانيال جيرنيغان: يرفض خنق العلم تحت ضغط السياسة
جيرنيغان مسؤول مخضرم في الـCDC منذ انضمامه إلى جهاز الاستخبارات الوبائية عام 1994.
قاد جهود الاستعداد للإنفلونزا والأوبئة. غادر منصبه في أغسطس 2025 احتجاجًا على ما وصفه بتسييس العلم وتقويض الثقة في قيادة الوكالة.
اقرأ أيضاً
الأسلحة النارية المطبوعة ثلاثية الأبعاد تتفشى في أستراليا: السلطات تكافح لمواكبة التطور
جينيفر لايدن: تحذير صريح من انهيار الثقة العلمية
لايدن، الحاصلة على الدكتوراه في الطب وعلم الأوبئة من جامعة إلينوي في شيكاغو، ركزت على تحديث نظم تتبع التفشيات والاستجابة لها.
كانت كبيرة الأطباء في ولاية إلينوي سابقًا. استقالت بدورها بعد إقالة موناريز في أغسطس 2025، محذّرة من آثار التدخل السياسي على القرارات العلمية.
