الوكالات

فرنسا تكشف عن التزامات غير مسبوقة من السلطة الفلسطينية قبيل مؤتمر دعم الدولة الفلسطينية

فرنسا تكشف تعهدات فلسطينية تاريخية قبل مؤتمر دعم قيام الدولة

قالت الحكومة الفرنسية إنها تلقت رسالة رسمية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتضمن “تعهدات ملموسة وغير مسبوقة” بالإصلاح السياسي، وذلك في إطار التحضير لمؤتمر دولي تستضيفه نيويورك الأسبوع المقبل لدعم إقامة دولة فلسطينية، تشارك باريس في رئاسته إلى جانب السعودية.

رسالة مفصلية من عباس: إدانة لحماس وتعهد بالانتخابات

وبحسب قصر الإليزيه، تضمنت الرسالة التي وقّعها الرئيس عباس إدانة صريحة لهجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل، ودعوة عاجلة للإفراج عن جميع الرهائن. كما تعهد الرئيس الفلسطيني بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام بهدف “تجديد شرعية الحكم الفلسطيني”.

وأضاف عباس في الرسالة أن “حماس لن تحكم غزة بعد الآن، ويجب عليها تسليم أسلحتها وقدراتها العسكرية إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي ستتولى إخراجها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدعم عربي ودولي”، وفق ما نقلته الرئاسة الفرنسية.

احتمال اعتراف فرنسي بالدولة الفلسطينية

تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التوقعات بشأن ما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيُعلن اعتراف فرنسا الرسمي بدولة فلسطين خلال القمة المرتقبة في نيويورك يوم 18 يونيو، وهي خطوة ستكون لها أصداء واسعة على المستوى الدولي. وسبق لفرنسا أن أبدت تأييدها المبدئي لحل الدولتين، لكنها لم تتخذ حتى الآن خطوة رسمية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

موقف الإليزيه: نحو الاعتراف وليس التراجع

وفي حين نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مصادر دبلوماسية أن فرنسا قد تُخفّف من طموحاتها في المؤتمر، وتكتفي بدفع خطوات تمهيدية نحو الاعتراف، أكد مصدر من قصر الإليزيه لشبكة CNN أن “هذه التقارير غير صحيحة”، وأن باريس تمضي قدمًا نحو الاعتراف الرسمي.

وقال المصدر الفرنسي: “من الواضح أن هناك من لديه مصلحة في الإيحاء بأننا نتراجع، لكن هذا غير صحيح. نحن مصممون على الاعتراف بدولة فلسطينية لتهيئة الظروف الواقعية لقيامها”.

السلطة في حاجة لإصلاحات وسط فقدان الثقة

يُذكر أن الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر 89 عامًا، يواجه انتقادات متزايدة من الفلسطينيين الذين يرونه فاقدًا للشرعية الديمقراطية، إذ لم تُجرَ انتخابات فلسطينية منذ عام 2006. وتشترط مبادرات عربية عدة استبعاد حماس من الحكم في غزة وإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية كجزء من أي تسوية سياسية بعد الحرب.

مؤتمر نيويورك: اختبار حقيقي لمواقف الغرب

بحسب الإليزيه، فإن المؤتمر المرتقب في نيويورك سيكون “محطة محورية” في مساعي فرنسا لإحياء حل الدولتين، وسيؤكد مجددًا على “الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”، وفق ما أكده المصدر الرئاسي.

إذا مضت باريس بالفعل نحو الاعتراف الرسمي، فستكون أول دولة كبرى في الغرب تتخذ هذه الخطوة منذ أن أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين العام الماضي، ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الإسرائيلي.

غياب التعليق الفلسطيني الرسمي

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من السلطة الفلسطينية حول فحوى الرسالة، كما أن وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، المعنية بنشر أخبار الرئيس، لم تذكر شيئًا عنها.

لكن يبقى السؤال الأبرز: هل يكون هذا المؤتمر نقطة تحول فعلية في مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، أم مجرد جولة أخرى من وعود لم تكتمل بعد؟

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى