تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا كقوة يمينية متطرفة مؤكدة رسميًا.
"تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا كخطر مؤكد يعيد فتح النقاش حول مستقبل الديمقراطية في البلاد."

في تطور غير مسبوق، صنّفت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية (BfV) حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) رسميًا كـ”قوة يمينية متطرفة مؤكدة”. هذا التصنيف يمنح السلطات الحق في فرض رقابة مشددة تشمل التنصت على الاتصالات، مراقبة الاجتماعات، وتجنيد مخبرين سريين. القرار يأتي بعد سنوات من المراقبة بوصف الحزب تهديدًا محتملًا للديمقراطية، ويصادف تصاعد الدعوات لحظره قانونيًا.
مرتكزات القرار: خطاب الكراهية والتمييز العرقي
استند القرار إلى تقرير استخباراتي من 1100 صفحة، كشف أن الحزب يروّج لفكرة “الهوية الألمانية القائمة على الأصل العرقي”، ويسعى لاستبعاد مجموعات من المجتمع من المساواة الدستورية. وأظهر التقرير أن خطاب الحزب يحرض على الكراهية تجاه المهاجرين والمسلمين، ويقلل من شأن المواطنين من أصول غير ألمانية، وهو ما يتعارض بوضوح مع المبادئ الديمقراطية.
ردود أفعال معارضة: اتهامات بالتسييس والدفاع القانوني
رفض قادة الحزب القرار واعتبروه موجهًا لأغراض سياسية. وصفت أليس فايدل وتينو تشروبالا التصنيف بأنه “ضربة قاسية للديمقراطية”، وأعلنا اللجوء إلى القضاء. كما عبّر السياسي الأميركي ماركو روبيو عن دعمه للحزب، متهمًا الحكومة الألمانية بممارسة “استبداد مقنّع” وعرقلة الإرادة الشعبية بسبب رفضها للسياسات المناهضة للهجرة.
تحذيرات من أثر عكسي: خطاب الضحية والشرعية الشعبية
رغم التصنيف الأمني الجديد، حذّر المستشار أولاف شولتس من محاولة حظر الحزب قانونيًا، خشية تعزيز سردية “الضحية” التي يتبناها. تزداد هذه المخاوف أهمية مع صعود فريدريش ميرتس لمنصب المستشار بعد انتخابات مبكرة، خاصة مع حصول حزب AfD على المركز الثاني بأكثر من 20% من الأصوات.
تفكك الحواجز الأخلاقية بين AfD والنظام السياسي
رغم وعود ميرتس بعدم التعاون مع AfD التزامًا بما يسمى “الحاجز الديمقراطي”، إلا أن قبوله دعم الحزب في البرلمان لفرض قيود على الهجرة أثار انتقادات شديدة. وصف شولتس هذه الخطوة بأنها “خطأ لا يُغتفر”، مشيرًا إلى أنها تُضعف الجبهة الموحدة في مواجهة التطرف.
زخم انتخابي متصاعد وتأييد من شخصيات عالمية
شهد حزب AfD اختراقًا انتخابيًا كبيرًا في الولايات الشرقية، حيث فاز للمرة الأولى في انتخابات محلية منذ الحرب العالمية الثانية. كما حصل على دعم علني من الملياردير إيلون ماسك، مما ساعد في تعزيز موقعه كأقوى حزب يميني متطرف في ألمانيا منذ عقود.
الجذور الفكرية للحزب: من المعارضة الاقتصادية إلى التطرف الأيديولوجي
تأسس الحزب عام 2013 كمبادرة أكاديمية مناهضة للاتحاد الأوروبي، لكنه سرعان ما اتجه نحو التشدد، خاصة بعد أزمة اللاجئين في 2015. وتشير أجهزة الأمن إلى أن الحزب لا يروّج فقط للكراهية بل يسعى أيضًا إلى تقويض “ثقافة الذاكرة” المرتبطة بجرائم النازية، بما يشمل إنكارًا ضمنيًا للهولوكوست.
دعم للتطرف وارتباط بجرائم كراهية متزايدة
وفقًا لمؤسسة “أماديو أنطونيو”، ساهم صعود AfD في إذكاء الخطاب العنصري وزيادة جرائم الكراهية في البلاد. وتشير بيانات الشرطة إلى ارتفاع كبير في الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية، ما يعكس الأثر المجتمعي الخطير لتطبيع خطاب الحزب.
معركة سياسية مفتوحة: تحدٍ للحكومة وفرصة لليمين المتطرف
تشير التحليلات إلى أن أمام الحكومة الجديدة وقتًا محدودًا لاستعادة ثقة الناخبين. فمع استمرار الأزمات الاقتصادية والغضب من سياسات الهجرة، يزداد احتمال صعود AfD إلى الصدارة في انتخابات 2029، ما ينذر بتحول جذري في المشهد السياسي الألماني.