أرض الصومال تقترب من الاعتراف الدولي: ترامب في الصورة وميناء بربرة في الميزان
في تصريح حصري لصحيفة الجارديان، أعرب رئيس أرض الصومال عن تفاؤله بقرب حصول الإقليم المنفصل عن الصومال منذ عام 1991 على اعتراف دولي رسمي، في خطوة قد تؤجج التوترات في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.

من داخل القصر الرئاسي في العاصمة هرجيسا، قال الرئيس عبد الرحمن محمد عبد الله إن الاعتراف بحق الإقليم في تقرير مصيره بات “مرجحًا”، مشيرًا إلى مؤشرات مشجعة من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ناقش إقامة قاعدة عسكرية أميركية في ميناء بربرة الاستراتيجي المطل على خليج عدن.
ورغم أن أرض الصومال تتمتع باستقرار نسبي وتجري انتخابات ديمقراطية منتظمة، إلا أن أي دولة لم تعترف بها رسميًا ككيان مستقل منذ إعلان انفصالها عن الصومال قبل أكثر من ثلاثة عقود. ويقول عبد الله: “الاعتراف ليس مسألة إذا، بل متى، ومن سيكون أول من يتخذ هذه الخطوة”.

تفاهمات أميركية عسكرية في الأفق
مصادر في أرض الصومال تؤكد أن الولايات المتحدة أرسلت مؤخرًا وفودًا عسكرية رفيعة المستوى إلى هرجيسا، من بينهم أكبر مسؤول أميركي في القرن الأفريقي، لتقييم موقع ميناء بربرة. ويُعتقد أن هناك نية لدى واشنطن لاستخدام الميناء كبديل استراتيجي لقاعدتها العسكرية الحالية في جيبوتي، حيث يزداد النفوذ الصيني.

مشروع ترامب: اعتراف مقابل النفوذ
وفقًا لما تسرب من مشروع “2025” الذي يمثل الخطوط العريضة لفترة ترامب الرئاسية الثانية المحتملة، فإن الاعتراف بأرض الصومال قد يكون خطوة محسوبة لتقليص الاعتماد على جيبوتي واحتواء النفوذ الصيني هناك. ويبدو أن الإدارة الأميركية تفكر في التراجع عن سياسة “صومال واحد” التي تتبناها منذ عقود.

حلفاء ترامب يدخلون على الخط
النائب البريطاني ووزير الدفاع الأسبق غافين ويليامسون، أحد أبرز الداعمين للاعتراف بأرض الصومال، كشف للغارديان أنه تلقى تطمينات من مسؤولين أميركيين بأن الاعتراف قادم، وربما قبل انتهاء ولاية ترامب في حال فاز مجددًا بالرئاسة. ويقول: “التحول بدأ بالفعل… آمل أن نشهد أول اعتراف دولي خلال عام”.

الإمارات وإثيوبيا: أطماع بحرية وصفقات حساسة
بجانب الولايات المتحدة، تبرز الإمارات كلاعب اقتصادي واستراتيجي رئيسي في المنطقة. فقد ضخت أبوظبي أكثر من 440 مليون دولار في تطوير ميناء بربرة والطريق الذي يربطه بإثيوبيا، الدولة الحبيسة التي تسعى لفتح منفذ بحري مستقل.
وكانت صفقة أُبرمت بين أرض الصومال وإثيوبيا لبناء الميناء قد أثارت غضب مقديشو، ما زاد التوتر في المنطقة. كما دعمت مصر الموقف الصومالي، في سياق خصومتها مع أديس أبابا حول سد النهضة.

ملف اللاجئين الفلسطينيين يدخل المشهد
رغم عدم وجود مباحثات رسمية، برز حديث عن إمكانية توطين لاجئين فلسطينيين من غزة في أرض الصومال. وأكد نائب مدير إدارة اللاجئين في الإقليم أن فلسطينيين بدأوا بالوصول منذ عام 2004، وأن الشعب المحلي يرحب بهم، مؤكدًا: “إذا جاءوا بأنفسهم، فنحن لا نمانع”.
ورغم أن عدد الفلسطينيين المقيمين حاليًا لا يتجاوز 12 عائلة، إلا أن السلطات تعبر عن استعدادها لاستقبال المزيد، ضمن سياسة عامة تستهدف اللاجئين من السودان وسوريا ودول أخرى.